+A
A-

مصري عمره 92 عاماً مصاب بالسرطان.. يواصل الدراسة

"لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة".. مقولة شهيرة أطلقها الزعيم المصري الراحل مصطفى كامل، وطبقها مسن مصري يبلغ من العمر 92 عاما.

المسن المصري قهر الصعاب وعلى رأسها الفقر والمرض، وأكمل تعليمه حتى تقدم مؤخرا لنيل درجة الماجستير في الدعوة الإسلامية من جامعة الأزهر رغم عمره الكبير وإصابته بمرض السرطان.

القصة بدأت في ثلاثينيات القرن الماضي في قرية العواسجة التابعة لمركز ههيا محافظة الشرقية شمال مصر، حيث لم يكمل الصبي محمد إبراهيم القباني دراسته لظروف فقر أسرته، وعدم قدرتهم على الإنفاق على تعليمه، وتوقف عن الدراسة بعد حصوله على الشهادة الابتدائية ليتجه بعدها للعمل في الزراعة ومساعدة أسرته.

عقب وصوله لمرحلة الشباب تمكن الشاب محمد القباني من الحصول على وظيفة عامل بوزارة الأوقاف، ثم تزوج وأنجب 6 أبناء.. ثلاثة ذكور وثلاث إناث، لكنه كان لديه حلم واحد ظل يراوده منذ الطفولة وهو استكمال تعليمه الذي حرمته الظروف منه.

ويقول إبراهيم القباني نجل المسن المصري لـ"العربية.نت": إنه في أحد الأيام وخلال وجود والده في عمله، تعرض لإهانة من مديره بسبب عدم استكمال تعليمه، ووقتها أصر على أن يبدأ تنفيذ حلمه مهما كلفه الأمر، ومهما كانت الصعوبات، فحصل على الإعدادية من التعليم العام وكان يبلغ من العمر وقتئذ 47 عاما.

ويضيف أن اللوائح والقوانين حالت دون أن يواصل والده دراسته الثانوية في التعليم العام، فلجأ للأزهر الذي وافق على إلحاقه بالمرحلة الثانوية، مشيرا إلى أن والده حصل على الثانوية الأزهرية، ثم التحق بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر وحصل على شهادته الجامعية بعد أن تجاوز الستين من عمره وأتم حفظ القرآن الكريم كاملا.

كان المسن المصري ورغم شيخوخته وظروفه الصحية الصعبة يتنقل بين القاهرة والشرقية لمواصلة تعليمه الجامعي، وقرر أخيرا أن يسجل اسمه لنيل درجة الماجستير في الدعوة الإسلامية.

ويقول نجله إن والده حصل على الدراسات العليا بنجاح، وقام بتسجيل اسمه لنيل رسالة الماجستير، إلا أنه تلقى صدمة عمره عندما علم بإصابته بسرطان البروستاتا، مشيرا إلى أن المرض أقعده كثيرا وجعله يتأخر عن الذهاب للجامعة في القاهرة.

ويضيف أن والده يصر على إكمال دراسته للحصول على الماجستير رغم إصابته بالسرطان، ورغم إلحاح الأسرة بالتوقف عن مواصلة العلم مراعاة لظروف مرضه، مؤكدا أنه مازال مصرا على نيل الماجستير مهما كانت الظروف.

يقضي المسن المصري وقته حاليا في الدعوة بقريته ويعتلي منابر المساجد لنشر تعاليم الدين الصحيح، ويقول نجله إن والده تعلم العزف على العود ويهوى الإنشاد الديني ويقدم الإنشاد مع العزف على العود، مضيفا أن أباه محب للحياة والعلم، ويقدم له ولغيره نموذجا في كيفية الإصرار والمثابرة والصبر لتحقيق الحلم والطموح مهما كانت العقبات.