+A
A-

قوة الحشد الجوية تثير جدلاً.. وخوف من "تغول" الميليشيات

أثارت الوثيقة التي انتشرت، الخميس، على أنها قرار صادر عن نائب رئيس الحشد الشعبي، جمال جعفر آل إبراهيم المعروف بأبي مهدي المهندس، من أجل تشكيل قوة جوية تابعة لقوات الحشد، بلبلة في العراق.

ولعل أول التعليقات جاءت من قبل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر مساء الخميس بنعيه الحكومة وحديثه عن دولة الشغب.

تخوف من "تغول" الحشد

وتعليقاً على الموضوع الذي أثار جدلاً على الرغم من أن الحشد نفى في بيان رسمي، ليل الخميس، صحة الوثيقة المتداولة، قال المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني هشام الهاشمي للعربية.نت: "إن تغريدة الصدر جاءت بعد البيانات المتناقضة، ونفي رئاسة الحشد الشعبي إيعازها استحداث مديرية للقوة الجوية، وحمل موقف الصدر تهديداً واضحاً، فظاهر تغريدته كان هادئاً إلا أن باطنها مفعم بالتهديد والاضطراب".

وأضاف: "تغريدة الصدر جاءت جوابا حاسما لعدم رغبته بتوسع فصائل الحشد داخل جسد الدولة وخارج قانون الحشد الشعبي، فهو يخشى أن تستحوذ تلك الفصائل على مؤسسات اتحادية وسيادية لضمها الى هيئة الحشد".

من جانبه، أكد المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني رعد هاشم للعربية.نت، أن مجلس النواب سبق وشرع قانون الحشد الشعبي تحت وطأة الضغط السياسي الذي استغل الجو العاطفي الذي كان سائداً في مرحلة ما بعد حرب داعش والتأثير النافذ لجماعات إيران ومواليها.

وحذر من "مطاطية هذا القانون"، الذي قد يستغل من جماعات موالية لإيران في العراق من أجل تأسيس كيان شبه دولة مستقل تابع لما يسمى "محور المقاومة" المرتبط بإيران.

أجهزة منافسة للجيش العراقي

إلى ذلك، اعتبر أن تشكيل واستحداث مديرية (قيادة قوة جوية تابعة للحشد) بهذا المستوى من الخطورة،-إذا صح- يخالف القوانين النافذة التي تحول دون خلق أجهزة موازية أو منافسة لقوة الجيش، كما يضرب عرض الحائط الأوامر الديوانية للقائد العام للقوات المسلحة التي تمنع هي الأخرى استحداث أي تشكيل أو وحدات خارج أوامره، وبدون علم (قيادة العمليات المشتركة).

كما استغرب هاشم عدم إدلاء مجلس الوزراء وقيادة العمليات المشتركة برأيهم وموقفهم رسميا تجاه تلك البلبلة التي أثارتها الوثيقة المتداولة، وعدم استدعائهم أياً من قادة الحشد للاستفهام واستيضاح الأمر.

من جهته، اعتبر الباحث في الشأن العراقي غانم العابد أن تشكيل قوة جوية مرتبطة بالحشد الشعبي، وإن تبين لاحقاً أن الوثيقة غير صحيحة، مؤشر من المؤشرات التي تدل على محاولة فرض الأمر الواقع على الحكومة العراقية، معتبراً أن الأمر خرج من الغرف المغلقة إلى الإعلام.

قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس صلاح مهدي حنتوش المكصوصي، الذي قيل إنه تمت تسميته قائداً لمديرية القوة الجوية التابعة للحشد الشعبي

خطورة الجناح الإيراني في الحشد

وإلى ذلك، نبه الغانم في حديثه للعربية.نت إلى خطورة الانقسامات الحاصلة في صفوف الحشد، معتبراً أن الخلافات متفاقمة ومتداخلة بين الجناح الولائي لإيران والجناح الموالي للحكومة العراقية ضمن جسد الحشد، وهذا ما يفتح الباب على احتمال أن يتصرف الولائيون ويضربون مصالح أميركية في العراق تنفيذا للرغبة الإيرانية، وتشكيل قوة جوية إذا صح سيكون مفتاحا لاستخدام صواريخ باليستية على غرار الصواريخ الحوثية المقدمة من إيران لاستهداف دول الجوار.

أما في ما يتعلق بتغريدة الصدر، فأكد الغانم أنها بداية النهاية لحكومة عبدالمهدي بعد الرسائل السابقة والمهل التي أعطيت لها، معتبراً أن سقوطها بات مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.