+A
A-

انطلاق مؤتمر الأمن السيبراني بمشاركة اكثر من 200 مشاركاً من البحرين وخارجها

افتتح الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا وزير الكهرباء والماء صباح أمس بقاعة المؤتمرات بفندق الخليج مؤتمر" SmartSec" لأمن المعلومات و الذي تنظمه جمعية البحرين لشركات التقنية BTECH، وبحضور عدد كبير من رؤساء الشركات والمنظمات المتخصصة في أمن المعلومات ومشاركة أكثر من 200 مشاركاً من البحرين وخارجها .

ويهدف المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي بأمن المعلومات والمخاطر الإلكترونية لدى الكيانات الحكومية والخاصة على حد سواء، كما يرمي إلى مواكبة أحدث معطيات أمن المعلومات والحفاظ على ريادة مملكة البحرين في هذا المجال، ويدعم جهود التحول الرقمي في البحرين، ويتناول المؤتمر في نسخته الثانية هذا العام قضايا مثل "برامج التعقب والمتابعة " .

وقدم الوزير ميرزا كلمة رئيسية في حفل الافتتاح رحب فيها بالمشاركين وشكر فيها الجهات المنظمة والمتحدثين والرعاة على تنظيم النسخة الثانية من هذا المؤتمر الهام، وتحدث الوزير في كلمته عن حرص الحكومة الموقرة على إعطاء الأهمية لأمن المعلومات، ويتجلى ذلك واضحاً من خلال اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات التي يترأسها سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، حيث اتخذت هيئة الحكومة الإلكترونية العديد من المبادرات وأقامت ورش العمل والاجتماعات على مدار العام لضمان معالجة تجارب الحياة الواقعية في أمن المعلومات، والتي تهدف إلى زيادة المعرفة بالمخاطر والوقاية منها وطريقة التعامل الأفضل معها. كما أن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية كشفت مؤخراً أنه منذ فبراير من العام الماضي أحبطت الحكومة أكثر من 5 ملايين فيروس و 2.7 مليون رسالة بريد إلكتروني غير مرغوب فيها إلى جانب أكثر من 50 مليون محاولة خرق للبيانات، وتعتبر هذه أرقام هائلة لبلد صغير مثل البحرين.

وتابع الوزير في كلمته قائلاً إنه في الأشهر الماضية تغير مشهد التهديد السيبراني بشكل كبير، وكان شهر يوليو الماضي هو أحد أسوأ الشهور على الإطلاق من منظور الأمن السيبراني في جميع أنحاء العالم، حيث تم نشر تقرير بأن الشركات الأمريكية خسرت 654 مليار دولار للهجمات الإلكترونية في عام 2018.

وأضاف الوزير أن التحدي الذي يواجه الشركات هو القضاء على فرص الجريمة الاقتصادية، والتي يمكن تحقيقها جزئيًا من خلال البقاء متيقظين بشأن التهديدات الجديدة وإيجاد وسائل جديدة للوقاية.

وفي تصريح خاص لوكالة انباء البحرين " بنا " قال خبير تقنية الاتصالات وأمن المعلومات النائب الدكتور عبدالله الذوادي أنه مع التقدم التكنولوجي يتعرض الأفراد و كذلك الحكومات بشكل خاص لهجمات القرصنة الإلكترونية بالإضافة إلى الشائعات الإلكترونية والتي تحاك بواسطة افراد و منظمات إرهابية تهدف إلى إلحاق الضرر بالضحية المستهدفة عن طريق التأثير في كافة المجالات السياسية، العسكرية، الاقتصادية والأمنية بالإضافة إلى المجال الاجتماعي وذلك من خلال زرع الفتن والطائفية بين الشعوب.

وأضاف أن العديد من الدول تدرك مدى ما تحمله الحروب السيبرانية من خطورة وتهديد للحكومات، حيث يمكن أن تؤدي إلى تعطيل المواقع والشبكات الرسمية أو الخدمات الأساسية أو سرقة أو تغيير البيانات والنظم المالية، كما تشمل الاستطلاع والتجسس على المؤسسات الحكومية والعسكرية ، مشيراً إلى اهمية تبادل التجارب والخبرات بين دول الخليج والدول العالم في مجال مكافحة الإرهاب السيبراني وطرق الحماية منه والتوعية المستمرة للمجتمع والأفراد، وكذلك وضع خطط للعمل على إدارة الأزمات الناتجة عن الاختراق السيبراني الكبير عند حدوثه.

ومن جانب آخر قال رئيس جمعية البحرين لشركات التقنية عبيدلي العبيدلي أن هناك اهتماماً كبيراً من الحكومة والمؤسسات في مملكة البحرين بتكامل منظومة أمن المعلومات والبنية التحتية والأنظمة والبيانات الداعمة، انطلاقاً من الوعي بأن غياب أمن المعلومات يشكل خطراً وتهديداً على الثورة التكنولوجية والنمو الاقتصادي للمملكة، ولا شك بأن أية ثغرات أمنية في الأجهزة والبرامج التي يتم تطويرها بهدف تسهيل تقديم الخدمات، قد يفتح المجال للمخترقين والقراصنة والمجرمين المنظمين لاستغلال هذه الثغرات والإضرار بالمصالح العامة.

واضاف ان من أجل مواجهة التهديدات والمخاطر الإلكترونية المتزايدة، فإن الامن السيبراني يمثل درع حماية لمصالح المؤسسات الحكومية في المملكة ولقاعدة بيانات الافراد، حيث ان الجرائم الإلكترونية اصبحت تتعدى على جميع المجالات والقطاعات من قطاع الضيافة الى القطاعات العسكرية لذلك فأن تكلفة الحماية من تلك الجرائم من 4 الى 18 مليون دولار سنويا نتيجة التطورات التقنية وزيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية.

والجدير بالذكر أن المؤتمر تناول  عبر جلسات الطاولة المستديرة مستقبل الـ "بلوك تشين" في قطاع الاتصالات، و "برامج التعقب والمتابعة"، وفي ورش العمل موضوعات تتلمس اتجاهات تقنية "بلوك تشين" وأمن المعلومات، وغيرها من الموضوعات  ، كما استعرض تجارب حية ومطبقة في مجال أمن المعلومات، من أجل تعزيز المعرفة بالمخاطر، والوقاية منها واقتناء البرمجيات والمعدات  والطرق المثلى  للتعامل معها في حال وقوعها، مع الالتفات نحو أبرز محاولات الاختراق وطرق الوقاية، في البحرين والمنطقة والعالم.