العدد 3974
الأحد 01 سبتمبر 2019
banner
من المسؤول عن مقتل إسراء غريب؟
الأحد 01 سبتمبر 2019

برأيي لم تكن إسراء ضحية مجتمع ذكوري يعشق أنانيته في المقام الأول ولا يكترث لأمر فتاة بريئة لم يصدر منها أي فعل فاضح كما تناقلت وسائل الإعلام المفتوح قصتها خلال اليومين الماضيين. لقد كانت ضحية الغيرة القاتلة العمياء التي وقعت في قلب ابنة عمها المريضة التي قامت بتحريض عائلتها عليها فقط لأنها كانت برفقة خطيبها وأخته، ونشرت لهم مقطع فيديو قصيرا سويا على تطبيق الإنستغرام، لم تتحمل ابنة العم أن ترى بعينيها سعادة الضحية فحرضت أباها وإخوانها بدافع الخوف على سمعة العائلة، ولا أعلم ما الفعل الخادش الذي قامت به المكلومة حتى تتأثر سمعة عائلتها سوى أنها خُطبت كباقي قريناتها.

للأسف إسراء كانت ضحية امرأة من بني جنسها تحمل الضغينة والحقد والشر في قلبها، ضحية عملية تحريض رخيصة قامت بها ابنة العم ولا أعلم إن كنت أستطيع أن أطلق على إخوانها الذين غشيت أعينهم واستقبلوا هذا التهويل في وصف فعلها بترحيب مطلق وأوسعوها ضربا حتى فارقت الحياة لقب ذكور حتى، ففعلهم يخلو من الإنسانية المطلقة.

لقد بيتوا النية وتعاونوا على قتلها دون أدنى خوف، ذلك أن هناك مجتمعات مازالت تسري فيها قضايا الشرف حيث تكون المرأة مدانة في المقام الأول من وجهة نظر المجتمع (حتى إن كانت حرفيا مجرد ضحية)، حيث لا قانون يردع أو يمنع إيذاءها أو حتى قتلها بدم بارد والتخلص من فكرة (العار) الذي جلبته لهم، وهكذا حدث مع إسراء.

 

ومضة: في ظل ما نعيشه من عولمة وانفتاح مازال هناك جانب مظلم في إنسانيتنا، جانب تأثر بمنظومة بالية لا علاقة لها لا بالدين ولا الأعراف، رحلت إسراء وبرحيلها فتحت ملفا كنا قد ظننا أنه أغلق أو على الأقل أصبح أخف حدة عن ذي قبل، جرائم بدافع الشرف في مجتمعات تعيش حرية مطلقة يكفلها القانون والعرف والدين، وصدق من قال إن جرائم الشرف فعلا بلا شرف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .