العدد 3974
الأحد 01 سبتمبر 2019
banner
كلام صريح في رحاب عاشوراء الحسين (ع)
الأحد 01 سبتمبر 2019

منذ سنين طويلة.. من أيام الإعلام التقليدي الذي يعتمد على الصحافة الورقية والكتب وأشرطة الكاسيت والمنشورات والكتيبات، وصولًا إلى عصرنا الحاضر، حيث الإعلام الرقمي بفضائه الإلكتروني والـ”سايبر” اللامتناهي وتطبيقاته المذهلة، لا تزال فئة من الناس “المهووسين بالتشدد والطائفية والصدام المذهبي”، من الطائفتين، يستغلون موسم عاشوراء لإذكاء نار الخلافات والنزاعات، وهذه “الفئة” السيئة لم ولن تدرك مبادئ وقيم ومدلولات نهضة الإمام الحسين (ع) قبل 1380 سنة، وأساسها مبادئ التوحيد والعدل والمساواة والأخوة والإنسانية والخير بكل صوره.

موسم عاشوراء، إن جاز لنا أن نتحدث بشكل صريح ومكشوف، ليس موسمًا ينشط فيه الطائفيون وأهل الفتنة للإساءة إلى أتباع مذهب أهل السنة والجماعة أو أتباع المذهب الجعفري أو أي مذهب إسلامي أو دين سماوي آخر، وليس حيزًا لأن يسمح الناس بدخول أفكار الفئة الشيطانية المتلبسين بلباس الدين للإساءة إلى الأوطان أو المكونات بين رافضي وناصبي وكافر ومشرك وضال وصفوي إلى آخرها من المصطلحات الوضيعة، والتسميات المريضة.

عاشوراء الحسين (ع) ليست “سوقًا للمنابر المؤدلجة كل حسب هواه ومزاجه، سواء كان ذلك الخطيب من السنة أم من الشيعة أو حتى من تجار الطائفية في فضائياتهم وقنواتهم على “اليوتيوب” ووسائل التواصل الاجتماعي، بين أحاديث البحث عن القتلة وبين الإساءة لمعتقدات الناس وبين الدعوات الإجرامية للنيل من الآخر، وبين التأليب والتأجيج والنبش في الغث والرديء من الوقائع التاريخية وإسقاطها على الحاضر.

ذكرى عاشوراء ليست نطاقًا لترويج ما يخالف الدين سواء من خلال الشعائر التي لا علاقة لها بالذكرى، أو من خلال المظاهر التي لا تتناسب مع الذكرى، أو من خلال إثارة الفتنة والنفخ في نيران المواجهة على إدارة هيئة أو موكب أو مأتم، أو عبر نشر الشعارات والعبارات ومحرضات الطائفية، أو عبر تنشيط فضائيات هنا وبرامج هناك هدفها الأساس هو استغلال الذكرى؛ لضرب استقرار المجتمعات وتعايشها واحترامها لممارسة الشعائر المعتقدات والأديان.

مملكة البحرين، هي واحدة من الدول القلائل التي توظف فيها الدولة إمكاناتها وتسهيلاتها وخدماتها لإنجاح الموسم بأمان وراحة وطمأنينة، وهي في مقدمة الدول التي تمنح إجازة تاسوعاء وعاشوراء، وهذه من النعم العظيمة ولله الحمد، وحفاظًا على هذه الأجواء، ولأننا في دولة قانون ومؤسسات، لابد أن يتعرض للمساءلة كل من يمارس أشكال الإساءة، فاستهداف استقرار المجتمع وحرية الناس في ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم يلزم معاقبة كل من يسيء إلى مذهب من المذاهب أو ملة من الملل أو يسخر أو يتجاوز أو يؤجج ويحرض، بعدالة القانون، حفاظًا على قدسية ذكرى جليلة لها مكانتها الدينية بين أهل البلد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .