+A
A-

عراقجي: ترمب أبدى مرونة بخصوص الإعفاءات النفطية

قال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبدى مرونة خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة الدول السبع، التي استضافتها فرنسا، الأسبوع الماضي، فيما يخص إمكانية منح إعفاءات لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني.

ووفقاً لوكالة الطلبة الإيرانية "إيسنا"، فقد أكد عراقجي، خلال مقابلة مع إذاعة "معارف" الإيرانية، أنه "خلال اجتماعات مجموعة السبع، وفي اجتماع ماكرون مع ترمب، أظهر الجانب الأميركي مرونة في منح تراخيص للنفط الإيراني".

وقال عراقجي إن "عودة إيران إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، مشروطة بحل قضايا النفط والنظام المصرفي"، معتبراً أن "السياسة الخارجية الإيرانية خلال العام الماضي في مواجهة الضغوط القصوى الأميركية كانت ناجحة".

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني أن المشاورات مع الفرنسيين حول الاتفاق النووي لم تنتهِ بعد، موضحاً أن "إيران ردت على خطة الرئيس الفرنسي ماكرون بشروط، هي إما أن تشتري أوروبا النفط من إيران أو تحصل على تراخيص من أميركا لشركاتها بشراء النفط منا".

وأضاف: "إذا لم تتمكن حكوماتهم من تزويد إيران بما يعادل النفط الذي نحتاج إلى بيعه كخطوط ائتمان أو ائتمانات تصدير بأي طريقة يعرفونها، فلن نتمكن من العودة لتنفيذ الاتفاق النووي بالكامل".

يُذكر أن عراقجي قال في تصريح غير مسبوق الخميس الماضي، إن "أي رئيس أميركي غير دونالد ترمب كان سينسحب أيضاً من الاتفاق النووي مع إيران".

هذا بينما لا يزال المتشددون يعارضون فكرة مفاوضات بين طهران وواشنطن بوساطة فرنسية، حيث قال حشمت الله فلاحت بيشة، النائب الإيراني المتنفذ والمعروف بعلاقاته مع الأجهزة الأمنية الإيرانية، في تصريحات الخميس، إنه "لا ينبغي لإيران أن تقبل بأوروبا كوسيط بين طهران وواشنطن".

وقال فلاحت بيشة، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بالبرلمان الإيراني، إن "ترمب يتعرض لضغوط من زعماء مجموعة السبع لتغيير سياسته فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، لكن هذا لن يحدث لأن استراتيجية ترمب أحادية الجانب"، حسب تعبيره.

واقترح النائب الإيراني على حكومة بلاده أن تمضي قدماً في "الخطوة الثالثة" لتخفيض التزاماتها النووية، لأن هذا سيزيد من قدرة إيران على المساومة لأنها ستخصب اليورانيوم بنسبة 20%"، على حد تعبيره.

وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اجتمع مع ماكرون لبحث الخطة الفرنسية وتخفيف حدة التوتر مع واشنطن، علي هامش قمة الدول السبع.

وعقب الاجتماع، علق الرئيس الإيراني حسن روحاني، وكذلك نظرائه الفرنسيون والأميركيون على إمكانية إجراء محادثات بين روحاني وترمب في "الأسابيع المقبلة".

وبينما اعتبر البعض داخل إيران تحرك ظريف بأنه تقدم في الدبلوماسية الإيرانية لكسر العزلة الدولية، رأي آخرون أنه من غير المرجح أن يؤدي أي لقاء مرتقب بين روحاني وترمب، رغم أهميته التاريخية إلى تحقيق انفراجة في العلاقات بين طهران وواشنطن على المدى القريب، نظراً لجدار عدم الثقة المرتفع للغاية بين الجانبين.