خلال تواجدي في إسطنبول تشكلت لدي انطباعات إيجابية وأخرى سلبية، ولو أردنا الحديث عن الإيجابيات سنقول إنها وجهة جميلة تستحق أن يقصدها الزوار، إنما من جهة أخرى وجدت فيها ما يعكر صفو هذه الأجواء الممتعة والمناظر الرائعة، وفي مقدمة العوامل سلوكيات بعض الأفراد وحقدهم على العرب، صفات قد ينفر منها السائح وربما تجعله يفكر مراراً وتكراراً قبل أن يعاود الزيارة مرة أخرى، بالتأكيد لا تمثل هذه الصفات بالضرورة أخلاق الشعب التركي برمته، ولا ينبغي تعميمها، كما أننا لا نستطيع أن نعمم حسن خلق البعض على سائر شعوب تلك الدول.
ويبدو أن هذه السلوكيات تترسخ في عقول أبنائهم – بحسب ما يقال وينشر - من بعض المناهج الدراسية المليئة بالضغينة والأوهام تجاه العرب.
ومعلوم ما قام به سالفاً أتاتورك عندما أقر الحروف الأبجدية اللاتينية بدلا من لغة القرآن، ووضع مناهج دراسية جديدة، فأفكار أتاتورك انعكست على هذه المناهج، وكتب التاريخ التركي صورت العرب على أنهم “قبائل رعوية تعيش على الحروب والاقتتال والسلب والنهب والسبي منذ ألفي عام”! واختلقت بعض المناهج بطولات زائفة لقبائل الأناضول، من دون الاستناد إلى الوثائق أو المصادر التاريخية.
هذه الانطباعات قد يختلف البعض معي فيها، إذ يرى لدوافع أخرى أن حسنات بعضهم إن وجدت فهي مغمورة في بحور سيئاتهم، بينما يذهب البعض الآخر إلى خلاف ذلك ويرى أن سيئات بعضهم مغمورة في بحور حسناتهم، وبين هذا وذاك، أذكركم بقول الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.