+A
A-

حرب تجارية مستعرة قد تستمر سنوات.. كيف نتأثر بها في المنطقة؟

حرب مستعرة فصولها لا تنتهي بين واشنطن وبكين، فما تكاد الصين ترد على رسوم ترمب اللامتناهية حتى يرد الأخير بصفعة مباغتة تزكي نار الصراع ومعه يدور المستثمرون في دوامة الفعل ورد الفعل.

هذه الدوامة من الصراع تتعدي الاقتصادين الأميركي والصيني إلى اقتصادات دول الخليج والمنطقة، بل أسواق المال خاصة مع الانفتاح الذي حدث مؤخرا وانضمام عد من أسواق الخليج لمؤشرات مورغان ستانلي وفوتسي، ولاسيما السعودية والإمارات والكويت.

وفيما يبدو أن الحرب التجارية تتحول شيئا فشيئا لحرب باردة ستأخذ فترة طويلة جدا والحلول ليست قريبة وربما يستغرق الأمر سنوات، والاستمرارية قد تكون هي جوهر الأزمة وتأثيراتها ستكون غير جيدة للاقتصاد العالمي، بحسب عبد العظيم الأموي رئيس قسم الأبحاث في AswagalMal.

تأثير مباشر

"الاقتصاد الصيني سيتأثر بشكل مباشر، وألمانيا أول ضحايا الحرب التجارية، لأن اقتصادها قائم على التصدير، وبالتالي فآثار الحرب تتعداها إلى دول أخرى، كما أن حجم الاقتصادين الأميركي والصيني 30 تريليون دولار، والاقتصادات المرتبطة بهما ستتأثر بما يدور".

ولأول مرة منذ بدء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين يفرض الرئيس الأميركي ترمب رسوما مباشرة على سلع صينية تتعلق بإنفاق المستهلكين، وهي الـ 300 مليار دولار التي سيبدأ تطبيقها في منتصف ديسمبر المقبل.

جي بي مورغان توقعت أن تخفض هذه الرسوم من القوة الشرائية للمستهلك الأميركي بحدود ألف دولار سنويا، ما يعني أن الاقتصاد الأميركي سيتأثر سلبا، حيث يقوم 73%، منه على إنفاق المستهلكين بحسب عبد العظيم الأموي.

احتياطيات كبيرة

ويرى الأموي أن اقتصادات المنطقة وخاصة الخليجية منها ستتأثر بشكل محدود بالحرب التجارية لما تتمتع به من فوائض مالية واحتياطات كبيرة جراء التدفقات المالية المتواصلة.

ولتوضيح الأمر لم تتأثر الاقتصادات الخليجية بأزمة 2008، كغيرها من الاقتصادات الأخرى بسبب الاحتياطيات الكبيرة لدى البنوك المركزية.

والآن مع قيام دول الخليج بتنويع اقتصاداتها بعيدا عن العائدات النفطية فإن تأثرها بالحرب التجارية سيكون أقل من غيرها بكثير.

وفيما يتعلق بأسواق المال قال الأموي إن معامل ارتباط أسواق المال الخليجية بالأسواق العالمية أقل، حيث شهدت الأسواق العالمية ارتفاعات قوية العام الماضي فيما لم تشهد أسواق المنطقة ارتفاعات مماثلة.

كيف تتحوط من الأزمة

أما كمستثمرين فينصح الأموي باللجوء إلى الملاذات الآمنة كنوع من التحوط، وهذا ما يبرر الارتفاعات المتواصلة لأسعار الذهب فوق 1500 دولار، وخلال سنة يعتبر أداء الذهب الأفضل منذ خمس سنوات.

كما أن الاستثمار في السندات السيادية وسندات الشركات تتميز بمخاطرة أقل.

ودفعت الحرب التجارية المستثمرين لتجنب الاستثمار في السندات على المدى القريب لعدم وضوح الصورة بإمكانية حدوث أزمة مرتبطة بالحرب التجارية، وبالتالي هم يفضلون استثمار أموالهم لمدة 10 سنوات في سندات بعوائد سلبية.

عوائد سلبية

ويصل إجمالي قيمة السندات عالميا 60 تريليون دولار، من بينها 17 تريليون دولار ذات عوائد سلبية.

ويفضل المستثمرون الاستثمار في سندات بعوائد سلبية ومخاطر أقل، عن الاحتفاظ بها في البنوك التي قد تتعرض لمخاطر أو على أقل تقدير تتناقص الأموال بسبب مستويات التضخم.

على صعيد الفوركس يرى الأموي أن مخاطر استخدام الهامش تفوق مخاطر الحرب التجارية بكثير، إلا أن العملات المرتبطة بالسلع مثل الدولار النيوزيلندي والأسترالي قد يتأثران سلبا فيما من المتوقع أن تعزز هذه الأحداث الين الياباني والفرنك السويسري أو حتى الدولار الأميركي الذي قد يستفيد من التناقضات الحاصلة.