العدد 3964
الخميس 22 أغسطس 2019
banner
وسائل التواصل... للمرة الألف
الخميس 22 أغسطس 2019

نعم للمرة الألف أقول إنني أضم صوتي مع كل من نادى وطالب بضرورة وضع حد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية لما لها من خطورة كبيرة تتعلق بالسلامة والترابط الأسري وغيرها من السلبيات إذا ما أسيء استخدامها.

إنستغرام وتويتر وواتساب وفيس بوك وسناب شات وغيرها من التطبيقات صارت هم الناس هذه الأيام بهدف التواصل الذي يعتبر نقمة بدل أن يكون نعمة، الجميع أصبحوا مشغولين بهذا النوع من التواصل الذي أصبح إدماناً عند الكثير من الناس من جميع الأجناس والأعمار! لا أعلم إلى أين تقودنا هذه الممارسات التي خرجت عن نطاق المقبول، نعم، فبماذا نفسر انشغال الناس بشكل متواصل ليلا ونهارا بإرسال الرسائل وتصوير المشاهد والتعليق عليها، والتي في مجملها لا تغني ولا تسمن من جوع، والأدهى من ذلك أنها تسلب خصوصياتنا!

من غير المعقول والإنصاف وأدبياً لا يجوز نقل الصور والبرامج والأكلات والقائمة تطول، لماذا نرسل تلك المعلومات وماذا نستفيد بالله عليكم، ماذا يهمني إذا ذهب فلان أو علان إلى ذلك المكان وماذا أكل أو شرب، وتصوير ما هو غير مستحب وحتى نشر الصور. أكتب هذا المقال وأنا أتابع الناس من ناحية انشغالهم بهواتفهم بشكل غريب، والكلام هنا ينطبق على الجميع، أينما نذهب نرى الجميع في هواتفهم ولا يدور أي حوار بين أفراد العائلة أو حتى الأصدقاء، لا أعلم ما سبب خروج الناس خارج المنزل، حيث أصبح بإمكانهم التواصل عبر الهاتف وليوفروا أموالهم!

في اعتقادي إن الوضع خرج عن نطاق السيطرة وأصبحنا شعوبا لا نستمتع بما أنعم الله علينا من نعم، والسبب تصرفاتنا وممارساتنا الخاطئة، أتمنى أن نرى اليوم الذي يصل فيه الإنسان إلى قناعة ذاتية بما يتعلق بهذا التصرف غير الصحي، فهذه التصرفات تعتبر شخصية بحتة، وسبق أن كتبت مقالاً سابقاً حول هذا الموضوع، لكن ما أطالب به أن تكون الرسائل ذات طابع معلوماتي ومفيد للبشرية، وشخصياً أقوم بشكل مستمر بانتقاء ما هو مهم ومفيد وأشارك الأهل والأصدقاء لتعم الفائدة على الجميع.

المطلوب تقنين هذه الممارسات أو تحديد أوقات محددة لها، كما أن دور أولياء الأمور مهم جدا في وضع تلك الضوابط في المنزل على أقل تقدير. أتمنى من كل قلبي أن نعي جيدا خطورة تلك الممارسات لتحقيق ما هو في صالح العباد. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .