+A
A-

المعارضة السورية تنسحب من خان شيخون وريف حماة الشمالي

انسحبت فصائل مسلحة فجر الثلاثاء، من مدينة خان شيخون الاستراتيجية وريف حماة الشمالي المجاور بعد معارك ضارية مع قوات النظام في المنطقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "قوات النظام تعمل حالياً على تمشيط خان شيخون، فيما باتت نقطة المراقبة التركية الموجودة في مورك بحكم المحاصرة، ولم يبق أمام عناصرها إلا الانسحاب عبر طرق تحت سيطرة النظام ميدانياً أو نارياً".

في التفاصيل، أفاد المرصد بأن الفصائل المقاتلة عمدت إلى الانسحاب من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بشكل كامل، كما جرى الانسحاب من المناطق الواقعة جنوب خان شيخون وهي بلدات وقرى ريف حماة الشمالي أبرزها كفرزيتا، واللطامنة، ومورك، وقريتي لحايا ولطمين، فيما لا يزال مجهول حتى اللحظة مصير نقطة المراقبة التركية في مورك، حيث لا تزال مجموعات من الفصائل متجمعة في النقطة هذه، كما علم المرصد السوري أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها تنفذ عمليات تمشيط لمدينة خان شيخون.

كما أشارت المعلومات إلى أن الانسحاب حدث بعد تخوف من الوقوع في حصار كامل.

قافلة عسكرية باعتراف تركي

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 بقصف جوي على قافلة تركية في سوريا كانت متجهة إلى موقع مراقبة في إدلب وقت تعرضها للقصف، وأن الرتل العسكري الذي دخل سوريا مدعوما من تركيا يعمل على إنشاء نقطة في محيط خان شيخون في ريف المحافظة الجنوبي.

وشددت الوزارة على أن استهداف القافلة يخالف الاتفاقات والتعاون مع روسيا.

يضم الرتل دبابات، وعربات "بي أم بي"، وعربات مصفحة على الطريق الدولي قرب مدينة معرة النعمان بريف إدلب ويتوجه جنوباً.

"مدينة أشباح"

من جهة أخرى، نوّه المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن خان شيخون باتت شبه خالية من السكان بعد توغل النظام فيها، حيث اقتحمت قوات الأسد وحلفاؤه بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، محققين تقدما على المعارضة في البلدة التي تستعر فيها معارك برية ليل الاثنين.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن النظام قرر دخول قواته من الجهة الشمالية الغربية للمدينة بدعم مباشر من القوات الروسية وسط مواجهات عنيفة من الفصائل المقاتلة التي تحاول إخراج قوات النظام من مبان سيطر عليها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن حينها "إنها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام مدينة خان شيخون منذ فقدان السيطرة عليها في العام 2014"، مشيراً إلى أنها دخلتها من الجهة الشمالية الغربية وسيطرت على مبان عدة، حيث حاولت قوات النظام منذ أيام التقدم باتجاه خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، التي يعبرها طريق سريع استراتيجي يربط حلب بدمشق، يقول محللون إن قوات النظام ترغب باستكمال سيطرتها عليه.

إدلب .. "مدوّلة"

من جهة أخرى، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "القلق البالغ" إزاء القصف الذي تتعرض له منطقة إدلب السورية، وقال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن الالتزام بوقف إطلاق النار في المنطقة "أمر مُلح".

ووجه ماكرون حديثه لبوتين مقر إقامته جنوب فرنسا قبيل محادثات بين الزعيمين حول عدد من القضايا، وقال: "أعرب عن القلق البالغ حيال الوضع في إدلب، السكان يعيشون تحت القصف، والأطفال يُقتلون. من المُلح للغاية التقيد بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في سوتشي".

خان شيخون العقد والحل!

أما وسائل الإعلام الرسمية للنظام السوري، فقد وصفت دخول الرتل العسكري التركي لسوريا بأنه "عمل عدواني".

يذكر أن سلسلة من اتفاقات الهدنة في تلك المنطقة التي تم التوصل إليها من خلال محادثات روسية تركية قد فشلت في إنهاء القتال في إدلب، حيث يوجد 12 موقعا عسكريا تابعا لأنقرة.

ويعد شمال غرب سوريا هو المعقل الكبير الأخير لمعارضي الأسد، وتشن القوات الحكومية أحدث هجماتها هناك منذ نهاية أبريل/ نيسان بمساعدة روسية.

وأعلنت الأمم المتحدة أن التصعيد أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 500 مدني ونزوح مئات الآلاف تقطعت السبل بعدد كبير منهم بالقرب من الحدود مع تركيا.