العدد 3959
السبت 17 أغسطس 2019
banner
الطرف الشرير
السبت 17 أغسطس 2019

على اتجاه مغاير للاتجاه الذي تسير فيه إدارة الرئيس الأميركي ترامب في تعاملها مع إيران، دعا الكاتبان ماثيو باروس وجوليان مولر كالير الولايات المتحدة في مقال لهما نشر مؤخرا بمجلة “هيل” الأميركية إلى التخلي عن اعتبار طهران طرفا شريرا، والنأي بنفسها عن تغيير النظام في إيران، وأصدرا حكما بأن استراتيجية الضغط القصوى التي ينتهجها الرئيس ترامب ضد إيران وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن أصبح الشرق الأوسط على شفا الحرب.

وتبع هذا الخلاف في الرؤية والأهداف خلاف في الأدوات والآليات، إذ طالب الكاتبان الإدارة الأميركية بإبعاد الأصوات التي تميل لاتخاذ خطوات صارمة تجاه طهران مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، والاعتماد على الدبلوماسية من أجل توفير قنوات اتصال مباشرة مع طهران وبين جميع دول الخليج، متوقعين أن يؤدي كل ذلك إلى إنهاء نحو أربعة عقود من عدم الثقة المتبادلة بين واشنطن وطهران وإمكانية التعاون بينهما في قضايا أخرى كالعراق وسوريا وأفغانستان، وتمكين المعتدلين في إيران والقدرة على وضع هيكل أمني خليجي أوسع وآلية شاملة لتسوية المنازعات في المنطقة.

نقول لهما إن هناك معطيات وظروفا قائمة تجعلنا نقرر الطريق الذي نسلكه في التعامل مع إيران، وهل سيكون الحوار والتفاوض أم التصعيد والضغط وسيكون إهدارا للوقت والجهد أن نعاند هذه الظروف والمعطيات ثم نجد أنفسنا بحاجة إلى تغيير جذري في المسار والبدء من جديد بمسار آخر، ففي ظل الإرهاب الإيراني المنتشر في كل مكان داخل وخارج المنطقة بأشكال مختلفة، وفي ظل الحروب بالوكالة التي تشنها إيران بتمويلها المليشيات الإرهابية والتي أقر بها الكاتبان باروس وكالير سيكون من العبث أن يكون هناك حوار مع طرف لا يعرف معناه ولا جدواه ولا شروطه ومبتغاه.

“لا معنى للحوار في ظل الإرهاب الإيراني المنتشر في كل مكان”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .