العدد 3952
السبت 10 أغسطس 2019
banner
كيف يفكر ترامب في المسألة الإيرانية؟ (2)
السبت 10 أغسطس 2019

على طريق البحث عن مخارج تفاوضية، تمضي الإدارة الأميركية في نهج العقوبات الصارمة، التي طالت مؤخراً وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بعد فرض عقوبات على المُرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، وقادة الحرس الثوري، وعلى رأسهم اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.

في الأخير، تبدو خطوات الإدارة الأميركية غير واضحة ولم ترق بعد إلى أن تكون استراتيجية متكاملة للتعاطي مع التهديد الإيراني، لكنها خطوات محسوبة تمضي وفق خطين متوازيين، أولهما كسب الوقت وإعطاء نظام الملالي الحبل الذي يشنق به نفسه، وهذا الأمر يمضي بدوره وفق نهج قائم على العقوبات القاسية غير المسبوقة، والرهان على عامل الوقت في إيقاع الملالي في الأخطاء التي تسهم في بناء حشد دولي ضدهم لحين مرور الفترة المتبقية على انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، بحيث يبقى من الوارد وقتذاك سيناريو توجيه ضربة عسكرية قاصمة للنظام الإيراني بعد استنفاد كل فرص التسوية السياسية للأزمة، وثانيهما مسار السعي للتفاوض مع النظام وفق شروط تحقق هدف الرئيس ترامب وهو نزع مخالب النظام الإيراني ولجم قدرته على إنتاج سلاح نووي والحد من قدراته الصاروخية ونفوذه الإقليمي خصوصاً في سوريا، لطمأنة إسرائيل وضمان أمنها.

الترويج للقدرات الإيرانية في كسب الجولات التفاوضية أكثر ما يثير اهتمام الرئيس ترامب الآن، وبحسب قناعتي فإن تغريدته بشأن مهارة الإيرانيين في التفاوض هي محاولة لتكريس فكرة الانتصار التفاوضي الإيراني في اتفاق عام 2015، الذي وقعه الملالي مع مجموعة “5+1”، بما يعني أن انتزاع أية بنود تفوق شروط هذا الاتفاق بما يتماهى مع رغبة الرئيس ترامب، سيكون انتصاراً تفاوضياً غير مسبوق على نظام الملالي من وجهة نظر الإدارة الأميركية، التي تسعى لتحقيق ذلك ثم تسويقه في الانتخابات الرئاسية الأميركية باعتباره أحد إنجازات الرئيس ترامب في ولايته الرئاسية الأولى. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية