+A
A-

"مشروع ليلى".. إلغاء حفل يفجر غضبا في لبنان

يقع لبنان مجددا في فلك القمع الممارس من قبل السلطات الدينية والسياسية ليزيد من الانتهاكات المتواصلة في مجال حرية الرأي والتعبير في البلاد.

 وجديد مسلسل القمع إلغاء حفل مقرر في التاسع من أغسطس المقبل ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية، لفرقة "مشروع ليلى" الغنائية المثيرة للجدل بعد ضغوط وتهديدات تعرضت لها من قبل السلطات الدينية ومجموعة من المواطنين في منطقة جبيل.

ويعود سبب التهديدات والمنع إلى أغنية قديمة للفرقة اعتبرتها الكنيسة ازدراء بالدين المسيحي، إضافة لصورة أعاد نشرها رئيس الفرقة حامد سنو للفنانة العالمية مادونا قبل خمس سنوات على صفحته الخاصة، وصفت بأنها تسخر من السيدة العذراء.

وأثار انتشار الأغنية والصورة حملات تهديدية على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعات أطلقت على نفسها "حزب الرب" و"الحزب المسيحي الديمقراطي" تهدد الفرقة بالقتل وتحذر من إقامة الحفل في مدينة جبيل.

ووصفت تغريدات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي الفرقة بأنها من عبدة الشيطان وتنتمي للماسونية والصهيونية العالمية.

ورغم اعتذار الفرقة ومسح الأغنية التي اعتبرت مسيئة على يوتيوب، طللبت مطرانية جبيل والأسقفية المارونية ورجال دين بإلغاء الحفل.

وأعلنت لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية الثلاثاء إلغاء حفل "مشروع ليلى" معربة عن أسفها لما حصل واعتذارها من الجمهور.

وذكر بيان صادر عن اللجنة الثلاثاء: "في خطوة غير مسبوقة، ونتيجة التطورات المتتالية، أجبرت اللجنة على إيقاف حفلة مشروع ليلى مساء الجمعة 9 آب 2019، منعا لإراقة الدماء وحفاظا على الأمن والاستقرار، خلافا لممارسات البعض".

وأصدر نواب منطقة جبيل المنتمون للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بإلغاء الحفل "حفاظا على صورة جبيل ودورها القائم على احترام المقدسات والقيم والمبادئ".

  من يقف خلف حملات التهديد؟

 والغريب أنها ليست المرة الاولى التي تقيم فيها الفرقة مهرجانات في لبنان. لكن بحثا صغيرا عن مطلقي الحملة ضد "مشروع ليلى" يظهر أن قياديين كانوا أول من بادر بتخوينهم وتهديدهم وتحذير الناس من المشاركة في الحفل.

وانتشرت صور وصفها ناشطون بانها "تنتمي للعصور الوسطى" لرجال ونساء يحملون صلبانا في جبيل رافعين شعارات تطالب بمعاقبة "الشياطين أفراد الفرقة".

واعتصم العشرات في وسط بيروت الاثنين رافضين القمع والمنع الممارس من قبل السلطات الدينية في لبنان. واصفين ما يحصل بأنها معركة بين "ليلى والذئب".

وفجر منع الحفل المقرر غضبا غير مسبوق في لبنان.

وأصدرت الفرقة بيانا رفضت فيه الاتهامات الموجهة ضدها، ولفت البيان إلى أن الفرقة "ليست شيطانية ولا ماسونية وليس لها أي هدف أو مشروع سري".

وأكدت الفرقة أن "الأغاني لا تمسّ بأي من المقدسات أو المعتقدات، وأن المسّ بمشاعره إنما حصل بالدرجة الأولى نتيجة حملات تلفيق وتشهير واتهامات باطلة".

وشددت على أن "الظروف التي مررنا فيها والتي انتهت بقرار لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية بإلغاء الحفل، كانت قاسية وضاغطة جدا".

 وقالت منظمة العفو الدولية في بيان إن "إلغاء حفل مشروع ليلى في لبنان ليس مجرد صفعة قاسية للحق في حرية التعبير فحسب، بل هو دليل على تقاعس الحكومة اللبنانية عن اتخاذ موقف بوجه حملة الكراهية والتمييز وعن أحد الإجراءات اللازمة لحماية الفرقة".

وأضافت امنستي أن "قرار الإلغاء مؤشر خطير على تردي حرية التعبير في لبنان".

ومشروع ليلى، هي فرقة لبنانية تأسست منذ 10 سنوات. وعرفت بأغانيها التي تنتقد الوضع السياسي والاقتصادي، وبمناصرتها للحريات الفردية.