العدد 3941
الثلاثاء 30 يوليو 2019
banner
الصحة تاج
الثلاثاء 30 يوليو 2019

تبذل الحكومة الرشيدة جهوداً استثنائية وجبارة في سبيل توفير الحياة الكريمة للمواطنين من خلال تقديم الخدمات المختلفة، وهي بلا شك تعمل حسب خطة وطنية شاملة لتغطية تلك الخدمات وضمن الميزانية الموضوعة، ولفت نظري مقال نشر مؤخرا لأحد كتاب الأعمدة بخصوص العناية القصوى في مستشفى السلمانية والطاقة الاستيعابية، حيث إن هناك ٢٠ سريراً فقط لاستقبال المرضى من مواطنين ووافدين!

توفير العلاج والاهتمام بصحة الإنسان من أولويات برنامج الحكومة، شخصيا أعلم أن هذا الموضوع قديم جدا وأشبع نقاشاً، وأنا لا أنتظر رداً من الوزارة لأن الجواب معروف وهو كما يعلم الجميع (شح الميزانية)! لكن إلى متى هذا الحزن المدمر، عدد السكان والوافدين في تزايد مستمر سنوياً، وحياة الناس ليست رخيصة ويتفق معي الجميع بأن الخدمات الصحية ليست بالمستوى المطلوب، نعم نستحق عناية واهتماما أفضل فلم أسمع قط أحدا يمتدح خدمات مستشفى السلمانية.

بودي أن يقنعني أحد، لماذا لم نستطع زيادة الطاقة الاستيعابية للعناية القصوى منذ سنوات طويلة، أعتقد أن موضوع الميزانية كالقميص الذي نعلق عليه أعذارنا غير المقبولة، فمن واجب سعادة الوزيرة وفريق عملها التفكير في الحلول وعمل المستحيل لحلحلة الموضوع، وأنا على ثقة بأن حكومتنا الرشيدة لا تتردد في تخصيص ميزانية إضافية لهذا الموضوع.

هذه مسائل إدارية بحتة ومطبقة في جميع المؤسسات والأجهزة سواء كانت حكومية أو خاصة، فقط نحتاج إلى فريق عمل صغير لدراسة الوضع القائم وتقديم أفكار ومقترحات والميزانية المقترحة، وأبصم بأن الموضوع سيحل متى ما عملنا بطريقة مهنية صحيحة والجميع سيقدر ذلك وسعادة الوزيرة ستفتخر بهذا الإنجاز.

من المهم أن نعمل بصدق وشفافية وإخلاص لهذا الوطن الغالي الذي أعطانا الكثير، فهناك أولويات في عمل كل وزارة أو هيئة ونحن نرى كيف تقوم بصرف ميزانيات ضخمة في أنشطة وفعاليات ليست ضرورية وبإمكانها تأجيلها وهذا هو مربط الفرس، فأوجه الصرف يجب أن تكون عقلانية، ومواضيع الصحة والتعليم والبنى التحية من أهم الأمور ويجب إعطاؤها جل الاهتمام.

في المقابل، نجد أن المؤسسات والشركات الكبرى والخاصة والبنوك المحلية لا تتردد في تقديم أوجه الدعم إذا ما قامت أي من وزارات الدولة برفع طلباتها، لكن بشرط أن تكون منطقية وضرورية، ويجب في هذا المقام أن لا ننسى أفضال تلك الجهات التي قدمت الكثير وفي المقابل هناك فئة لم تقم بواجبها بل قصرت في حق هذا الوطن الغالي. الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية