العدد 3937
الجمعة 26 يوليو 2019
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
ماذا بعد التزييف العميق “deepfakes”
الجمعة 26 يوليو 2019

“التزييف العميق” هو مقاطع فيديو مزيفة أو تسجيلات صوتية تبدو كأنها حقيقية، وكانت في السابق تستخدم في استوديوهات المؤثرات الخاصة لهوليوود ووكالات الاستخبارات التي تنتج البروباجندا مثل الـCIA ، ويمكن لأي شخص اليوم أن يقوم بتنزيل برامج الـ deepfake وإنشاء مقاطع فيديو وهمية مقنعة في وقت فراغه.

وحتى الآن، اقتصرت مقاطع الـ deepfakes على الهواة الذين يشوهون صورة المشاهير ويجعلون السياسيين يقولون أشياء مضحكة، ومع ذلك، سيكون من السهل إنشاء مجموعة من الإنذارات للطوارئ تحذر من وقوع هجوم وشيك أو تعطيل انتخابات قريبة بمقطع فيديو مزيف أو تسجيل صوتي لأحد المرشحين قبل أيام من بدء التصويت، كما حدث مع مؤسس “Facebook” “مارك زكربرغ” حين تم تزييف خطابه.

البشر يبحثون عن معلومات تدعم ما يريدون تصديقه وتجاهل الباقي.. اختراق هذه النزعة البشرية يمنح الجهات الفاعلة الخبيثة الكثير من القوة، حيث نرى هذا بالفعل بالمعلومات المضللة (ما يسمى الأخبار المزيفة) التي تخلق زيفا بشكل متعمد والتي تنتشر بعد ذلك تحت ستار الحقيقة، وبحلول الوقت الذي يبدأ فيه مدققوا الحقائق بالاحتجاج، يكون الأوان قد فات. تستغل الـ Deepfakes هذا الاتجاه الإنساني باستخدام شبكات الخصومة التوليدية (GANs) ، حيث يقوم نموذجان لتعلم الآلة (ML) بالعراك، ويقوم نموذج تعليمي آلي واحد بالتدريب على مجموعة بيانات ثم يقوم بإنشاء فيديوهات مزورة، بينما يحاول الآخر اكتشاف التزوير، النموذج المزور يقوم بخلق المقاطع المزيفة إلى أن لا يستطيع نموذج تعلم الآلة الآخر اكتشاف التزوير، وكلما كبرت مجموعة بيانات التدريب، كلما أصبح من السهل على المزور إنشاء Deepfakes يمكن تصديقها. هذا هو السبب في استخدام مقاطع الفيديو الخاصة بالرؤساء السابقين ومشاهير هوليوود بشكل متكرر في هذا الجيل الأول المبكر من ملفات الفيديو. لقد اتضح أن مقاطع الفيديو منخفضة التكنولوجيا يمكن أن تكون بنفس فعالية الـ Deepfakes  كمعلومات مضللة، كما يوضح الجدل الدائر حول الفيديو الذي تمت معالجته عن مواجهة الرئيس ترامب مع مراسل الـ CNN جيم أكوستا في مؤتمر صحافي في نوفمبر، يظهر الفيديو بوضوح امرأة متدربة في البيت الأبيض تحاول أخذ الميكروفون من أكوستا، لكن التعديل اللاحق جعله يبدو وكأن مراسل الـ CNN هاجم المتدربة.

يؤكد هذا الحادث المخاوف من إمكانية التلاعب بالفيديو بسهولة لتشويه هدف ما من اختيار المهاجم - مراسل، سياسي، رجل أعمال، علامة تجارية، على عكس ما يسمى بـ “deepfakes” ، حيث يضع التعلم الآلي الكلمات في أفواه الناس، فإن مقاطع الفيديو ذات التقنية المنخفضة قريبة جدًا من الواقع إلى درجة أنها تمزج الخط الفاصل بين الصواب والخطأ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية