+A
A-

"التتريك" مستمر بأعزاز السورية والأهالي يدفعون الثمن!

تواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة تتريك المناطق الخاضعة لنفوذها شمالي البلاد والتي سيطرت عليها بدعم عسكري ولوجستي من أنقرة بعد إطلاق الجيش التركي عمليتي "درع الفرات"، و"غصن الزيتون" داخل الأراضي السورية.

وأعلن المجلس المحلي الاثنين، بمدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة مقاتلين من المعارضة السورية الموالين لأنقرة عن إكمال مشروع تجديد مستديرة في وسط المدينة تحمل علم الدولة التركية.

ورغم أن "مكتب أعزاز الإعلامي" المقرّب من المجلس المحلي للمدينة كشف أن "هذا المشروع أُنجز بدعم وتمويل من تجار أعزاز وريفها"، إلا أن مصادر محلية من المدينة أشارت لـ"العربية.نت" إلى أن الفصائل المسلحة أرغمت هؤلاء التجار على دفع أموال باهظة لتنفيذه.

فيما زعم "مكتب أعزاز الإعلامي" أن المستديرات التي تم تجديدها بالمدينة والبالغ عددها 4 تحمل "دلالات تجارية وتاريخية"، في إشارة منه إلى العلم التركي.

"عبارات تركية"

وتحمل معظم اللافتات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والمقاتلين السوريين الموالين له إشاراتٍ تركية تدل على تبعية هذه المدن لها. وكُتب على مدخل مركزٍ يُجهز حالياً للنساء والأطفال بمدينة أعزاز باللغة التركية عبارة "ولاية كيليس".

ومنذ سيطرة تلك الفصائل بدعمٍ عسكري ولوجستي من أنقرة على مدن إعزاز والباب وعفرين وجرابلس التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" قبل ذلك، بدأت مظاهر "تتريك" تظهر في هذه المناطق، تحت غطاء "المساعدات والتقديمات التركية"، حيث تكاد لا تخلو جدران مختلف المقرّات الحكومية والخدمية في هذه المدن من كتاباتٍ باللغة التركية، أغلبها تحمل أسماء رموزِ من زمن "السلطنة العثمانية".

كذلك تُعلق الفصائل الموالية لأنقرة صورا كبيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على بعض الدوائر الحكومية في جرابلس ومنها شركة كهرباء المدينة التي أنشأتها تركيا بعد سيطرتها عليها.

حديقة أصبحت "أمة عثمانية"

وفي الأول من شهر حزيران/يونيو الماضي، أطلق المجلس المحلي بمدينة إعزاز اسم "الأمة العثمانية" على الحديقة العامة في المدينة بعد ترميمها في خطوة تشبه إطلاق اسم أردوغان على ساحةٍ عامة بمدينة عفرين التي سيطرت أنقرة عليها يوم 18 آذار/مارس من العام الماضي.

ويُرفع العلم التركي فوق العديد من المقرّات والهيئات الحكومية. كما تُكتب أسماء هذه الدوائر باللغتين التركية والعربية، وتبدو الحروف التركية أكبر حجماً من نظيرتها العربية. بينما تختفي معظم الرايات السورية التي تتبناها المعارضة في هذه المناطق.

أيضا تتصدر اللغة التركية، المركز الأول في مدارس هذه المناطق مع أعلامها. ويتلقى آلاف الأطفال تعليمهم بها رغم أن العربية هي لغتهم الأم.

واتسع نفوذ أنقرة داخل سوريا مع العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في عفرين أوائل العام 2018.