العدد 3929
الخميس 18 يوليو 2019
banner
لا أمان لحية
الخميس 18 يوليو 2019

لا نخون عهداً ولا نعرف للغدر درباً، نحن أهل البحرين القادرون بحول الله وقوته على ردع كل معتد أثيم، فنحن أحفاد الصحابة والتابعين الكرام، كتابنا القرآن وهدينا هدي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ونحن من تربينا على الصدق والأمانة بدون مقابل، محبوا الوطن ومن يفتدون ترابه بأرواحهم، فسلام على البحرين ملكا وحكومة وشعباً، سلام عليها بشعب أحب ولاة أمره وأخلص لهم متقيداً بشرع الله بأن طاعة ولي الأمر واجب شرعي، فكيف لا نتقيد ولا يردعنا شرع وقد رزقنا الله بخيرة ولاة الأمور، إنهم الكرام أبناء الكرام عشنا عهدهم، كما عاش آباؤنا وأجدادنا فلم نر إلا الأمن والعافية على أرض لم يعرف حكامها غدرا ولا خيانة ولا تآمرا، وهذا كتاب لا يحتاج إلى قراءة، بل هو تاريخ ناصع البياض، أرض البحرين التي لم يستقم لها أمن إلا عندما حكمها آل خليفة الكرام، فهم حكامنا وبحول الله سيبقون حكامنا ولهم البيعة والولاء من شعب محب لقيادته، والشاهد يشهد والفاتح مازال قائماً ومازالت أصداء النداء والدعاء تتردد بين أرضه وسمائه، فسلم الله البحرين من غدر الغادرين.
أما الجاحدون فهم من باعوا الوطن بعدما تعاهدوا مع الشيطان سعيا لتدمير البحرين، نعم إنها المؤامرة الصهيونية الإيرانية الأميركية، هؤلاء وغيرهم الذين خرجوا يطالبون بإسقاط النظام، هؤلاء الذين تنعموا بخيرات البحرين، إنهم المرفهون الذين تشهد السجلات امتداد أملاكهم، والبنوك تشهد على أموالهم، فالشرف لا يعرفه اللئام، إنهم مثل أبي رغال الذي ضرب مثلا في الخيانة بمصاحبته “أبرهة” كدليل إلى مكة وأصبح قبره يرجم بالنعل على خيانته.

أما الشرفاء فتغنوا بحب أوطانهم في غربتهم مثل الشاعر أحمد شوقي، فمازال بيت شعره الشهير يتردد على لسان من يهزهم حب الوطن: وطني وإن شغلت بالخلد عنه... نازعتني إليه بالخلد نفسي. أما الخيانة فمذمومة بكل أشكالها، وتوعد الله الخائنين بكراهيته لهم بقوله تعالى “إن الله لا يحب كل خوان كفور”، نعم فجاحدوا النعم وناكثوا العهود ليس لهم أمان وإن عادوا وأبدوا الود بحكم الظروف، إلا أنهم سيعودون إلى ما كانوا عليه، فمن بقلبه حقد ومن ينتمي إلى غير أرضه لا أمان له، ونتمنى أن يكون درسا ما حدث للبحرين من مؤامرة انقلابية مدعومة من الخارج بتعاون من الداخل، حتى لا يتكرر اللدغ، فلا أمان لحية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .