العدد 3919
الإثنين 08 يوليو 2019
banner
سياحة بينية... الإيجابيات والدوافع
الإثنين 08 يوليو 2019

تعد السياحة البينية بين الدول من المصادر المهمة لتنويع الدخل وتحقيق الازدهار للقطاع الاقتصادي، خصوصا للدول التي تنضوي تحت لواء اتحاد معين أو مجلس ما، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، ومن الممكن جداً أن يزدهر هذا النوع من السياحة بين دول الخليج، إذ إنه من السهل جداً تطبيق مقومات هذا النوع من السياحة من خلال منح أسعار تشجيعية لكل الخدمات المقدمة من تذاكر سفر وفنادق وتأجير سيارات ومطاعم وغيرها.

باختصار إن منح مثل هذه الامتيازات من شأنه أن يؤدي إلى زيادة مضطردة في تنقل المواطنين بين الدول الخليجية التي أصبحت اليوم تمتلك الكثير من المقومات السياحية الناجحة والمشجعة، غير أنه وعلى الرغم من تكرار طرح هذا الموضوع في العديد من المناسبات، إلا أنه ومع الأسف الشديد، لا حياة لما تنادي، بل على العكس، نجد الأمور تزداد صعوبة وهذا أمر محزن للغاية.

إذا نظرنا مثلاً إلى جانب واحد مثل أسعار التذاكر، سنجد ارتفاعاً جنونياً في أسعار التذاكر بينما نجد في المقابل أن أسعار التذاكر الداخلية في جميع دول العالم أرخص بكثير! فإذا كانت أسعار الوقود عندنا أرخص من أية دولة أخرى في العالم فلماذا المغالاة في أسعار التذاكر! إن دول مجلس التعاون تُعتبر دولة واحدة، وما يريده المواطنون هو الحصول على المزيد من التسهيلات والامتيازات في الكثير من مناحي الحياة، إنهم يريدون جواز سفر موحد وعملة موحدة، ولم لا، فمن حق الشعوب أن تنعم بخيرات أوطانها، وتلك مجرد طلبات بسيطة للغاية.

نسافر وننفق الميزانيات الكبيرة، وأوطاننا أحق من سواها، كما أن هناك الكثير من العوائل الخليجية التي تتمنى أن تُسافر حتى لو كان ذلك إلى عواصم عربيّة وبالمقابل هناك عوائل عربية ترغب في زيارة الخليج حيث الطقس في دولنا الخليجية تحديداً يكون أكثر من رائع خلال الفترة من شهر نوفمبر وحتى مايو.

إن الفوائد التي تعود على بلداننا العربية من السياحة البينية من شأنها تحريك اقتصاداتنا، خصوصا ونحن في البحرين على سبيل المثال نستقبل أعداداً كبيرة من العوائل والأفراد من شقيقتنا السعودية، وللحق، فإنه لولا وجود هؤلاء الإخوة كسيّاح دائمين لدينا فلن يكون وضعنا الاقتصادي مريحاً جداً خصوصا بالنسبة لأصحاب الأعمال البحرينيين الذين يعتمدون اعتماداً كبيراً على السيّاح وقوتهم الشرائيّة، فالعمالة الأجنبية في البحرين لا يُمكن التعويل عليها في هذا الجانب فهي لا تنفق شيئا وهمها الأول تحويل جميع مدخراتها إلى بلادها.

إذا وباختصار شديد، نحن بحاجة إلى النظر فيما يُمكن اتخاذه من خطوات لتشجيع السياحة البينية بين دولنا العربيّة الخليجية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية