العدد 3915
الخميس 04 يوليو 2019
banner
ديالى تدفع الثمن
الخميس 04 يوليو 2019

ديالى محافظة عراقية تمتد من شمال شرق بغداد لغاية الحدود العراقية ــ الإيرانية، وتقع بين نهري ديالى ودجلة، وعدد سكانها 1.5 مليون نسمة، 70 % عرب و30 % أكراد. وتتعرض محافظة ديالى اليوم إلى هجوم شرس من قبل ميليشيات الحشد الشعبي التي تسيطر على عدد من المناطق بالمحافظة، وترتكب جرائم القتل والتشريد والانتهاكات الإنسانية تحت ذريعة (محاربة داعش)، علمًا أن هذه المنطقة خالية من الدواعش ويتواجد فيها عناصر من الميليشات الموالية للنظام الإيراني التي تتحكم بالمنطقة.

تقوم ميليشيات الحشد الشعبي والأخرى الخارجة على القانون بممارسة الضغط على أهالي ديالى لينزحوا عنها طوعًا أو قسرًا بهدف إحداث تغيير ديموغرافي وطائفي لصالح النظام الإيراني، ففي الوقت الذي يُطالب فيه أهالي ديالى بتدخل الحكومة العراقية لحمايتهم والحد من سطوة هذه الميليشيات وتفعيل سلطة القانون فإن هذه الميليشيات تدعي أن ما يحدث في ديالى هو صراع عشائري وأن ليس لها أية مقرات أو وجود في المنطقة.

ديالى وغيرها من المناطق العراقية في بغداد والبصرة والموصل ذات صبغة معينة عاشت وتعيش حملات من التهحير القسري بدوافع ديموغرافية واعتبارات طائفية وبمنع الأهالي من العودة إليها (كمنع أهالي جرف الصخر من العودة إلى ديارهم في محافظة بابل)، وهذا الأمر بدأ فعليًا مع بداية احتلال العراق 2003م من أجل الحد من تحرك المقاومة العراقية وتقسيم المجتمع العراقي وتهميش طائفة كبيرة لحساب الطائفة التي جاءت بها واشنطن وطهران لتدمير العراق ونشر الكراهية والأحقاد والإرهاب والانتقام.

لقد استخدم النظام الإيراني وميليشياته سلاح التغيير الديموغرافي من أجل إحكام سيطرته على أتباعه في العراق لتنفيذ أجندته ومشروعه وتوطين قواته الأمنية على أرض العراق، ولتأجيج الصراع الطائفي والقومي بين العرب والأكراد والتركمان وبين العشائر وميليشيات الأحزاب المتنفذة. إن التغيير الذي شمل جغرافية المُدن العراقية يُجسد طموحات الامبراطورية الفارسية ليكون العراق خاضعًا لولاية مذهبية واحدة وولاء غير مرتبط بالعراق، وهو ولاء مرفوض من عرب العراق، فخيارهم الحقيقي هو العيش جميعًا في عراقٍ ينتمي للأمة العربية بفكره وأعراقه وأديانه، عراق خال من الكراهية والطائفية والأحقاد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية