العدد 3914
الأربعاء 03 يوليو 2019
banner
جريمة عربية في حق أدب الأطفال
الأربعاء 03 يوليو 2019

هل يمكن القول إن الثقة ذهبت وشاعت الفوضى وقتل النشاط وتحطم الكيان في أدب الطفل العربي، ولم يعد الاهتمام بهذا الأدب “العلم” مثل السابق، والتقصير طال كل شيء. لنعرف أولا وهذه أهم نقطة، قلة أو انحسار مؤتمرات أدب الطفل العربي في البلاد العربية قاطبة، وهذا ما يعد حجر الزاوية في مضمون ما يقدم للطفل، ولا نعرف ما الذي يقدمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب للطفل العربي أساس مستقبل الأمة، فكل الاجتماعات واللقاءات موجهة إلى أدب الكبار، ومشاركات جادة في المؤتمرات والمحافل الدولية المنشغلة بقضايا الفكر العربي، أما أدب الأطفال فيبدو أنه أصبح للتسلية وشغل الفراغ ومضيعة للوقت، حتى الأديب العربي نفسه، خصوصا المهتم بالطفل قل رصيده بشكل واضح ولم يكمل واجبه ومجهوده الرائد العظيم الذي يقوم به من أجل الأطفال.

نتيجة لذلك وهذا الإهمال، بدت عين أدب الطفل العربي حزينة وتركت الفرصة للدخلاء الذين أغرقوا هذا الأدب الرفيع بالخرافات والحكايات التقليدية وعدم الالتزام بالقضايا القومية والاجتماعية، فكل من هب ودب أصبح يكتب للطفل، قصص وحكايات تسيء للطفل تربويا ولغويا وتحاول أن تشوهه بقيم لم تعد تنسجم مع ما يحدث في حياتنا من تغيير وتطوير، كتاب لا يهتمون أصلا بمنح الطفل الوعي وإرادة التحدي والرغبة العميقة في التغيير والحفاظ عليه، ولم يمنحوه رقعة صغيرة من الأرض الصلبة التي يقف عليها وتتيح له النظر فيما حوله بعينين قادرتين على اكتشاف من هو العدو ومن هو الصديق.

ادخلوا أية مكتبة محلية وتصفحوا “قصص الأطفال” هذه الأيام، لغة عربية ركيكة ولا تنمي قدرات الطفل على تذوق الأدب الذي يخاطب عقله وقلبه دون ترفع وإسفاف، كل ما هنالك مجرد صور مركبة وثرثرة وحشد من الكلمات دون فائدة، وبعيدة كل البعد عن المتعة والعلم والثقافة، ومن هنا أرفع صوتي بضرورة التنبيه إلى ما يحصل في حقل أدب الأطفال من جريمة متعمدة من جحافل الدخلاء وأشباه الكتاب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية