العدد 3910
السبت 29 يونيو 2019
banner
“خولة الثانوية”... والرسائل الثلاث
السبت 29 يونيو 2019

اعتمدت قبل أيام الحزمة الجديدة من تقارير هيئة جودة التعليم والتدريب بشكل رسمي، وحصلت مدرسة خولة الثانوية للبنات على تقدير “ممتاز” لتكون أول مدرسة ثانوية تحصد هذا “الحكم” للمرة الثالثة على التوالي.

حدثني أحد المختصين بجودة التعليم مرة عن مدرسة خولة، قائلاً: يدرك الزائر لهذه المؤسسة التعليمية تميزها في الدقائق العشر الأولى لدخوله إليها، فلديها العديد من العناصر المحسوسة التي تتجاوز التوقعات بكثير.

توافرت في هذه المدرسة العديد من المقومات التي امتزجت وانصهرت فأخرجت “الممتاز”، بدءًا من إدارة مبدعة في القيادة والتحفيز، ومروراً بكوكبة من المعلمات المتمكنات المتفانيات في العمل، وصولا إلى طالبات طموحات تعانق أحلامهن عنان السماء.

لكن، ماذا يعني أن تحصل مدرسة خولة على حكم ممتاز، وأن تتصدر المدارس الثانوية أداءً؟ هل هو حدث مهم لعامة الناس؟ وهل يجدر بنا أن نقف قليلا لنقرأ الإنجاز؟ أرى في تميز مدرسة خولة وتصدرها المرحلة الثانوية – وهي المرحلة الأصعب تربويا - ثلاث رسائل للعامة وهي كالتالي :

الرسالة الأولى: موجهة إلى بعض التجار الذين لم يعودوا يواربون رغبتهم في زيادة أرباحهم وأرصدتهم البنكية عبر الدعوات المستمرة إلى خصخصة المدارس بحجة تطويرها! متجاهلين النماذج الحكومية المتميزة، وكذلك إخفاق العديد من المدارس الخاصة في بلوغ مستوى مدرسة خولة وتقديرها، وهو ما يثبت أنه لا علاقة بين مستوى التعليم ونوعية الملكية.

الرسالة الثانية: يردد كثيرون أن “المرأة عدو للمرأة”، وأقترح على هؤلاء زيارة المدرسة، وتلمس قدرة التربوية الفاضلة أ. منال سنان على قيادة عشرات المعلمات والإداريات تحت شعار “منجزات وسعيدات” بما يضمن بيئة عمل بأعلى مستويات الرضا والأداء.

الرسالة الثالثة: تمس بشكل مباشر المتوجسين من التنوع الثقافي في البيئة المدرسية تحديدا، وأدعو هؤلاء أن يطلعوا على التجربة، فيلمسوا بأنفسهم كيف يدار هذا التنوع باقتدار ليحصد مستويات متقدمة في الإتقان العلمي وجوائز وكؤوسا على امتداد العام.

ختاما، وتزامنا مع انتهاء العام الدراسي وبدء الإجازة، أتقدم بالتهنئة لكل العاملين والعاملات في الحقل التربوي، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية