العدد 3909
الجمعة 28 يونيو 2019
banner
ليستفد العرب من دروس التاريخ وحقائقه
الجمعة 28 يونيو 2019

ما أحوجنا كعرب إلى روح العمل الموحد، حتى بدون اتفاقيات، وإن كان القصد المعلوم من هذه الاتفاقيات هو تنظيم أسلوب العمل المشترك وترجمة روح الوحدة إلى عمل منظم منسق، وأتصور أنه لو اجتمعت كلمة العرب قبل الحوادث بنفس القوة التي تمت بها أثناء العمليات أيا كانت، لكان من الممكن أن نحقق الكثير على مر التاريخ، لكن لم تزل الفرصة أمامنا على امتداد الجبهات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات، ولتكن دروس التاريخ وحقائقه حافزا.

نحن اليوم كعرب نجد أمامنا موجات كبيرة متعاقبة من التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وهناك من يخطط ويريد أن يحدث تغييرا ضخما في خريطة السياسة العربية باستخدام السلاح الفكري وهو نوع من الأسلحة التي يستخدمها أعداء العرب والمسلمين في سبيل بلوغ مآربهم، ولا ينبغي لنا أن نستهين بتأثير هذا اللون من الدعاية، فالمعروف عنا كعرب أننا لا نعطي الجانب الفكري والإعلامي اهتماما كبيرا وتلك مأساتنا العظمى، نرى أمامنا مغامرات عدوانية متكررة، ولا نعرف غير ضبط النفس والتقاط الأنفاس.

إن السلاح الفكري والإعلامي باتجاهاته المتنوعة والغائب تماما في دولنا العربية، يعد اليوم من أهم وأفتك الأسلحة التي تتسابق الدول في تحريكها وامتلاكها، فعلى الصعيد الفكري والأدبي نحن ميتون وأقولها صراحة إن الأديب العربي تخلف عن واجبه في المعارك الوطنية والساعات الحاسمة، ولم يعد كما كان في الخمسينات والستينات من القرن الماضي رائد الشجاعة والإقدام في الكثير من المعارك، والإعلام العربي أيضا يعيش ازدواجية شنيعة ولم يعد له أي تأثير بالمعنى العميق والسعة والشمول، إعلام مع الأسف لم يستفد من التجرية وعمقها ولم يكن بمستوى الأحداث والرؤية الشاملة للعالم محجوبة عنه.

عندما يغيب البرنامج وتكون هناك ضبابية في تحديد المهمات الاستراتيجية، وتشويش وتردد في تحديد الخطوط العريضة التي يفترض أن نتحرك في إطارها، حتما سنكون عرضة للمؤامرات والتدهور، لذلك أعود إلى نقطة البداية وأقول ما أحوجنا كعرب إلى روح العمل الموحد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .