+A
A-

الحرس الثوري "يتخفى" عن أعين أميركا في معسكرات العراق

تحدثت مصادر عراقية مطلعة لـ"العربية.نت"، عن قيام الحرس الثوري الإيراني وبمساعدة ميليشيات عراقية تابعة للحشد الشعبي باستخدام معسكرات تابعة للجيش العراقي السابق في محافظة ديالى، مثل معسكرات سعد وسط بعقوبة، وقاعدة عباس بن فرناس ومعسكر خان بني سعد كمعسكرات لها وخاصة بها للتحرك منها وضرب المصالح الأميركية في العراق.

وبحسب التسريبات من المصادر العراقية المطلعة فإن الفوج الهندسي التابع لمنظمة بدر مع الجهد الهندسي لفيلق القدس أعادوا ترميم وتأهيل معسكر ومطار منصورية الجبل، وهي منطقة تقع شمال شرقي محافظة ديالى، وأيضا معسكر ومطار قضاء خان بني سعد في جنوب ديالى وهو قريب من الحدود العراقية الإيرانية، ومعسكر ومطار عباس بن فرناس 8كم شرق مدينة بعقوبة مركز المحافظة، حيث من المقرر أن يتم نقل طائرات من نوع F – 14 توم كارت تو من إيران إلى العراق في قصة مشابهة لما حدث في العام 2003 عندما أودع العراق طائراته السي خوي لدى إيران خشية قصفها من قبل قوات التحالف آنذاك.

وبحسب المصادر الخاصة فقد بدأ الإيرانيون بالاستعداد لنقل هذه الطائرات لمطار عباس بن فرناس قرب بعقوبة لإخفائها خشية تعرضها لضربة جوية أميركية.

شراء 200 دبابة من إيران

وأكدت المصادر "للعربية.نت" أن هيئة الحشد الشعبي تعاقدت مع الإيرانيين لشراء 200 دبابة لتوزيعها على فصائل بالحشد الشعبي، 50 دبابة لكل من ميليشيا بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب النجباء الموالية لإيران والمرتبطة بالمرشد علي خامنئي.

وأضافت المصادر وصول حصة ميليشيا بدر إلى منطقة الخالص في بعقوبة وبانتظار وصول حصص النجباء والتي ستكون في مناطق حزام بغداد بالإضافة إلى العصائب التي ستكون في قضاء بلد جنوب محافظة صلاح الدين وحصة كتائب حزب الله التي ستكون في مناطق النخيب بين الأنبار وكربلاء وجرف الصخر في بابل.

وأكدت المصادر لـ"العربية.نت" أن الأميركيين لديهم معلومات كبيرة عن نية قيام الإيرانيين بنقل طائراتهم وتأهيل هذه المطارات لإخفاء الطائرات تحسباً لأي ضربة أميركية محتملة لإيران.

مناورة وتموية

من جانبه أكد المحلل الاستراتيجي رعد هاشم "للعربية.نت" أن إيران تشكل مناورة وتحاول التمويه والتغطية على هذه الخطوة، وتعمل على تغليفها بطابع السرية والكتمان لأجل إتمام هذه العملية، وقد مهّدت لهذه الفعلة بعمليات انتهاك طائفية في عدة مدن في محافظة ديالى منها منطقة أم الخنازير لتشغل الرأي العام بها.

وتابع "المريب في الأمر أن هذه العملية الخطيرة تحصل أمام مرأى ومسمع ومعرفة العديد من الجهات النافذة والمؤثرة في القرار العراقي، بل وفيهم من يساعد (منظمة بدر) وحتى (العصائب ) لتسهيل انسيابية تنفيذ العملية هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك أطراف بالدولة والأحزاب النافذة لا تعلم عن الأمر شيئاً وحتى وإن عرفت فهي أمام غول إيراني ولوبي أخطبوطي يلجم أي إرادة تريد معارضة إيران ووكلائها في العراق".

جر العراق

وقال أيضاً "تكمن الخطورة في هذا الموضوع بفتح معسكرات الجيش العراقي والأجهزة الامنية مكشوفة وتحت إمرة الإيرانيين وسيطرتهم - في إشارة إلى الخبراء الإيرانيين الذين قدموا في الحرب مع داعش - وهذا من شأنه أن يعرض الأمن الوطني العراقي وحتى أمن الدول المجاورة للخطر الداهم من ناحية جرّ العراقيين لنزاع لا مصلحة لهم فيه، وبافتراض كشف هذه المعلومات واحتمالية قيام أميركا باستهداف المعدات الإيرانية المخبئة سرا في مراكز تدريب ومعسكرات الجيش العراقي السابق، هذا الأمر سيؤدي لترويع المواطنين القاطنين بالقرب من هذه الأماكن".

تخابر مع دولة ثانية

وأضاف هاشم أن خرق الميليشيات المتورطة لقواعد الاشتباك والتورط بانتهاك سيادة العراق يجعلها خاضعة للمسائلة القانونية، كونها تعمدت خيانة بلدها من خلال التواطؤ والتخابر مع دولة ثانية، وسيسجل التاريخ أن الميليشيات قد جرت العراق إلى أتون حرب أو استهداف أو قصف لا مصلحة للعراق وشعبه فيه.

وأكد هاشم "للعربية.نت" أنه يجب أن يعي القائد العام للقوات المسلحة السيد عادل عبد المهدي خطورة هذه الأفعال، إذا كان هو وحكومته يريدون النأي بالعراق عن الدخول فعلا كما يؤكد دائماً.

وهو يعرف حتما أن مثل هذه الأعمال تقتضي موافقات سيادية تخضع له ولقيادة العمليات المشتركة، وليس لفصائل مسلحة سواء كانت مقربة لإيران أو غير ذلك، والعمل بجدية وبدواعي المسؤولية على تفادي الدخول في هذا الصراع.