+A
A-

الحاسوب الكمومي طبيب نفسه بنفسه

تقوم الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية "ميسيس" بفتح المجال لتشكيل مجموعة جديدة للدراسة وفق منهاج جديد لنيل شهادة الدكتوراه باختصاص علوم المواد الكمومية وكذلك منهاج لنيل شهادة الماجستير وفق اختصاص التقنيات الكمومية للمواد والأجهزة.

وسوف يقوم العالم جورج سيرونيس من اليونان بقراءة المحاضرات في كلا المنهاجين ضمن مجال التعلم الآلي في فيزياء الكم وعلم المواد.

كيف يمكن لمنهاج الدكتوراه المتكاملة "iPHD" أن يجذب اهتمام الطلاب؟

من المهم جداً ألا يقتصر الطلاب على تطبيق ما تعلموه ضمن مؤسساتهم فقط وإنما المشاركة في دورات مع جامعات أجنبية وعلماء دوليين وطلاب من بلدان أخرى. وهذا المنهاج يوفر فرصا ممتازة لمثل هذا النوع من تبادل العلوم والخبرات بين الفرق الأكاديمية.

وأرى بأن هذا المنهاج مناسب من ناحية أن الطالب لا يخضع لدراسة التخصص فقط كما كان يجري من قبل، وإنما يتم تحديد مشرف علمي خاص للبحث المراد دراسته. ويتم إعطاؤه منحة مالية وسيكون بإمكانه منذ بداية الدراسة في الماجستير الشروع في العمل ضمن المختبرات، ثم يواصل أنشطته الدراسية والبحثية ضمن منهاج الدكتوراه. بمعنى آخر نحن في واقع الأمر نحدد طريق الإنسان نحو الاختصاص العلمي ونقلص الفجوة بين العلم والتعليم.

المنهاج النموذجي أو ما يسمى ببرنامج الدورات التخصصية، يسمح للطلاب بالدراسة والتدريب في جميع أنحاء العالم. حالياً جاءني للدراسة ضمن هذا المنهاج 18 شخصاً من حائزي البكالوريوس المهتمين بدراسة علم المواد الكمومية.

عن ماذا تتحدث دورتكم الدراسية "التعلم الآلي للأنظمة المعقدة والكمومية"؟

هذه هي الدورة الأولى من نوعها. وفي واقع الأمر لا يوجد في أي مكان من العالم دورة تدريبية حول التعلم الآلي في علم المواد الكمومي. وتكمن أهمية التعلم الآلي في أنه يبحث في جميع المجالات العلمية عن طرق جديدة للتعامل مع البيانات ذات الحجم الكبير. هذه الدورة تتحدث عن هذه المواضيع أي حول علم البيانات الكبيرة بالإضافة إلى التعلم الآلي. وهذه الدورة تسمح خلال فترة قصيرة بتقديم لمحة تمهيدية عن ما يسمى "العلم الكبير" حتى يتمكن العلماء الشباب في التعامل مع البيانات الضخمة واستخدامها في أبحاثهم.

ماذا ينتظر هؤلاء الطلاب؟ وماذا سيعملون؟

سوف يكون خريجو هذا المنهاج قادرين على ممارسة مهنة ما بعد الدكتوراه في الجامعات الرائدة في العالم، وكذلك باعتبارهم باحثين أكاديميين أو موظفين في شركات البحث والتطوير. الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لهم هو ممارسة الدراسة بشكل مستمر، وقتئذ سوف يصبحون علماء ومتخصصين مبدعين.

إن جميع المسائل، التي تم مناقشتها في سياق الدورة التدريبية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وبالتالي فإن هذه المعرفة يمكن تطبيقها في أي مجال-آلات الإدارة الذاتية والترجمة التلقائية…إلخ. على وجه الخصوص يتم استخدامها في الفيزياء لإجراء العمليات الحسابية والمحاكاة-هناك طلب مستمر وكبير للتعامل مع البيانات الضخمة، وهناك حاجة للجوء إلى أساليب جديدة في كل مؤسسة. وأنا أرى بأن هذا الاختصاص وهذا المنهاج هو ما ينتظرنا في المستقبل، خاصة وهي من أكثر المهن شهرة حالياً في الولايات المتحدة والمقصود هنا العالم الذي يعمل مع حجم كبير من البيانات.

من وجهة نظري فإن المستمعين لمثل هذه المحاضرات مؤهلون بما فيه الكفاية، وهم يتمتعون بمستوى عال جداً من المعرفة. علماً أنهم نجحوا في التعامل مع المهام التي حددتها لهم، وأعترف هنا بأن هذه المهام كانت صعبة للغاية.

أين تكمن الصعوبات؟ ما الذي يمكن أن يوفره التعلم الآلي لتطوير فيزياء الكم؟

إن أحد تخصصات فيزياء الكم هو البتات الكمومية لجهاز حاسوب الكم، وهذا ما نمارسه في نشاطنا العلمي. نحن نواجه كمية كبيرة من البيانات، التي ينبغي علينا تصنيفها واستخدامها وضبط الروابط بين عدة بتات كمومية. هذه هي المنصة العلمية التي يمكن أن يكون لمجال التعلم الآلي أن يلعب دوراً كبيراً فيه.

بدأنا بالفعل باستخدام الحاسوب الكمومي والبت الكمومي. ولكن هناك رياضيات جديدة تختلف اختلافاً جوهرياً عن الرياضيات التقليدية. وسوف يتيح التعلم الآلي بالتعامل مع هذه الرياضيات وإنشاء خوارزميات ومهام جديدة والتحكم في جهاز حاسوب الكم والبيانات الضخمة على مستوى مختلف تماماً وسوف يؤدي التعلم الآلي إلى حالة يستطيع فيها الحاسوب الكمي ممارسة التدريب الذاتي. تخيلوا أنه يواجه مشكلة، لكنه سيكون قادراً على العثور وانتقاء البيانات الضرورية وتعليم نفسه بنفسه بشكل مستقل وحل هذه المشكلة. ويختلف العمل ضمن جهاز الحاسوب العادي عن جهاز الحاسوب المزود بنظام التعلم الآلي في أننا نقوم بتحديد ما يجب القيام به في الحاسوب العادي، بمعنى نضع برنامجاً وهو يقوم بحل المسائل، أما في الحالة الثانية نقوم بوضع المهمة لكي يتمكن من التعلم تلقائياً وحلها.

نحن على عتبة إنشاء حاسوب كمومي ذاتي التعلم؟ ما هي توقعاتكم؟

إذا تحدثنا عن مستقبل الحاسوب الكمي فمن السابق لأوانه بناء التوقعات، وذلك لأنه بدأ هذا العلم يظهر للتو ولم يصبح حتى الآن فعالاً بما فيه الكفاية. ولكن يجب أن ندرك أنه في المستقبل سيكون الحاسوب الكمومي قادراً على إتقان فيزياء الكم من تلقاء نفسه. وستكون هذه آلة فريدة من نوعها.

هل يمكن أن ينتفض هذا الحاسوب الكمومي الذكي للغاية ضد الباحثين والعلماء؟

سيكون بإمكاننا دائماً سحب شريط الكهرباء من المقبس.