+A
A-

هل يستخدم ترمب "قانون بوش والقاعدة" لضرب إيران؟

يدور النقاش في واشنطن حول ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيستخدم قانونا أقر عقب اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 لمهاجمة إيران.

وأثيرت هذه القضية خلال جلسة الاستماع في الكونغرس، الأربعاء، بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والممثل الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، وبدعم من مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية والبنتاغون.

غطاء قانوني للعمل العسكري

ودفعت القضية بالنواب الديمقراطيين وبعض الجمهوريين إلى التساؤل عما إذا كانت الإدارة سوف تسند تفويض الحرب الذي أقره الكونغرس عام 2001 محاربة الجماعات الإرهابية كغطاء قانوني للعمل العسكري ضد إيران.

ورفض برايان هوك حسم جدل حول ما إذا كان لدى الرئيس الأميركي الحق بشن هجوم على إيران، حيث قال أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، "لست خبيرا في قانون سلطات الحرب.. ما يمكنني قوله هو أن كل ما سنقوم به سيكون قانونيا".

وكان الكونغرس ومن خلال القانون الذي أقر عام 2001 عقب هجمات تنظيم القاعدة، قد فوّض الرئيس الأميركي حينها جورج بوش بشن حرب في أفغانستان، حيث كان يتواجد زعيم التنظيم أسامة بن لادن، ثم تم استخدام التفويض لشن عمليات عسكرية في دول يتواجد فيها التنظيم مثل اليمن والفلبين.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أكد في نيسان/أبريل أمام مجلس الشيوخ أن هناك علاقة وثيقة بين إيران وتنظيم القاعدة.

إقناع الكونغرس

ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، يسعى بومبيو إلى إقناع الكونغرس أن هناك نمطًا من العلاقات بين إيران والجماعة الإرهابية التي تعود إلى هجمات 11 سبتمبر 2001، على حد ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين.

ويقول بعض المشرعين إن البيانات التي تربط إيران بالقاعدة أو طالبان من قبل بومبيو ومسؤولين آخرين تشير إلى احتمال قيام الإدارة بتبرير استخدام تفويض عام 2001.

ووفقا للصحيفة، عندما سئل المشرعون والصحافيون في الأسابيع الأخيرة عما إذا كانت الإدارة ستستخدم تفويض عام 2001، تجاهل بومبيو تلك الأسئلة.

وقال السنياتور تيم كين، وهو ديمقراطي من فرجينيا: "إنهم يتطلعون إلى إعطاء مبرر يسمح للرئيس بالقيام بما يحبه دون الرجوع إلى الكونغرس، ويشعرون أن تصريح عام 2001 سيسمح لهم بالبدء في الحرب مع إيران".

ورفض كين، وهو عضو في لجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية، مناقشة تفاصيل الإحاطات السرية، لكنه قال إن كبار المسؤولين في الإدارة "تحدثوا عن توفير ملاذ آمن للقاعدة" من قبل إيران.

أما إليسا سلوتكين، النائب الديمقراطي عن ميشيغان، ومسؤولة سابقة في المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إي"، فقالت إنه "ينبغي على أي منا يعمل في مجال الأمن القومي أن ينظر في أي حديث عن العلاقات بين كبار القادة الإيرانيين والقاعدة بعين متشككة حقيقية".

لكن المتحدثة باسم البنتاغون ريبيكا ريباريش، قالت في تصريحات، مساء الأربعاء، إن مسؤولي المخابرات وصفوا العلاقات بين إيران وطالبان بالتاريخية.

ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، فقد قدم كل من برايان هوك والمسؤولة البارزة في البنتاغون، كاثرين ويلبرغر، ومسؤول في المخابرات إحاطة سرية إلى أعضاء مجلس الشيوخ، ذكروا فيها علاقات القاعدة.

وأكدت الصحيفة أنه بعد ذلك، أقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون مشروع قانون مخصصات مع تعديل من شأنه أن ينهي تفويض عام 2001 ويسمح للمشرعين بوضع قانون جديد، لكن من المتوقع إلغاء التعديل في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

يذكر أن ترمب كان قد أعلن الشهر الماضي، نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط، كما قال يوم الاثنين إنه سيرسل 1000 جندي إضافي، عقب تحميل الإدارة الأميركية إيران مسؤولية الهجمات على ناقلات النفط في الخليج العربي وخليج عمان.

علاقات إيران بالقاعدة

يذكر أن عددا من القادة السابقين في الحرس الثوري الإيراني، اعترفوا في أبريل الماضي أن علاقات إيران بتنظيم القاعدة قديمة، عندما تجادلوا حول استغلالهم لمنظمة الهلال الأحمر الإيراني لدعم تنظيم القاعدة في البوسنة، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية داخل إيران.

وكان اللواء سعيد قاسمي، القيادي السابق بالحرس الثوري وعضو جماعة "أنصار حزب الله" المتشددة، قال إن عناصر من الحرس الثوري ذهبوا للمشاركة في حرب البوسنة في التسعينات وقاموا هناك تحت غطاء كوادر الهلال الأحمر الإيراني بتدريب مقاتلي القاعدة.
كما أن حسين الله كرم، من قادة الحرس الثوري والذي يقود حاليا مجموعة "أنصار حزب الله" وهي من مجاميع الضغط المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، أيد تصريحات زميله سعيد قاسمي.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يعترف قادة بالحرس الثوري أو النظام الإيراني حول تعاون طهران مع تنظيم القاعدة سواء في البوسنة أو في أفغانستان.

وكان معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني، اعترف في تصريحات غير مسبوقة خلال مقابلة حصرية مع التلفزيون الإيراني في 30 مايو 2018، أن إيران سهلت مرور عناصر القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك.

يذكر أن محكمة أميركية في نيويورك، قد أيدت حكما يقضي بتغريم إيران لتورطها في التعاون مع القاعدة بهجمات 11 سبتمبر بـ10.7 مليار دولار.

وكانت وثائق "أبوت أباد" التي حصلت عليها القوات الأميركية من مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن لدى مقتله عام 2011 في باكستان، ونشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) كشفت تفاصيل علاقة إيران بتنظيم القاعدة.