+A
A-

الابتكار التكنولوجي على قمة هرم أولويات الاستراتيجية والإنفاق للشركات

أكدت دراسة استطلاعية لتوقعات الإنفاق العالمي على الأعمال لعام 2019  للمديرين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط الذي أصدرته أمريكان إكسبريس الشرق الأوسط مع مؤسسة إنسستيوشنال إنفستر اليوم "أن تكنولوجيا الجيل الجديد والابتكار تسيطر على الأولويات في استراتيجيات الشركات ومستويات الإنفاق لها".

واعتبرت "ان  التحول الرقمي من المواضيع الرئيسية بالنسبة لأغلب المؤسسات في المنطقة"، فقد كشفت دراسة هذا العام عن وعي متزايد بالتأثير المذهل لتكنولوجيا الجيل-التالي على متغيرات التنافسية داخل الصناعات (ارتفاع يصل إلى 31٪، عما كان عليه 23٪ في العام الماضي)، وقد تراجعت توقعات حدوث خلل كبير في عمليات الشركة وأدائها (16٪ مقارنةً بنسبة 18٪ في العام الماضي) أو في البلدان (14٪ ، انخفاضًا عن 21٪ العام الماضي). من بين تلك الصناعات التي شملتها الدراسة الاستقصائية، ومن المرجح أن تتوقع صناعات الترفيه / السفر (43٪)، وتجارة الجملة/التجزئة (41٪) والبناء (38٪) حدوث خلل كبير في المتغيرات التنافسية للصناعة.

وعندما تم طرح التساؤل عن أكبر التحديات التكنولوجية التي تواجه الوضع الاقتصادي، أشار المديرون التنفيذيون الماليون في دراسة هذا العام إلى أن أكبر التحديات هو تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي (59٪) وتطبيقات Fintech للمدفوعات وإدارة المخاطر أو إدارة الاستثمار (48٪) وإنترنت الأشياء، والتي تشمل أجهزة استشعار مدمجة وأجهزة الاتصال بالإنترنت في كل مكان (43٪).

وتبين الدراسة أن كبار المسؤولين التنفيذيين يشيرون إلى أنه من غير المحتمل أن يشهدوا نموا في الاقتصاد في المنطقة كما حدث في العام الماضي (72٪ في 2019 مقابل 92٪ في 2018) بسبب انخفاض أسعار النفط، إلا أن توقعات النمو في الشرق الأوسط تتماشى مع التوقعات في جميع أنحاء العالم.

وتوقع  10٪ فقط من كبار المديرين التنفيذيين في مجال التمويل من الشرق الأوسط حدوث تباين في الانكماش بين قليل أو كبير في عام 2019. ومن بين المشاركين يتوقع  72٪ منهم أن يشهدوا نمواً في عام 2019، حيث يتوقع 45٪ منهم حدوث توسع معتدل  بينما يتوقع 27٪ منهم حدوث توسع اقتصادي كبير، وقد شهد غالبية المديرين التنفيذيين بارتفاع إيرادات شركاتهم في جميع أنحاء العالم في عام 2018 ، وأظهرت منطقة الشرق الأوسط أداءً قويًا على مستوى الشركات مقارنةً بأوروبا وآسيا.

وقد بيّن استطلاع هذا العام أنه على الرغم من عدم اليقين حول ما سيحصل للتجارة العالمية، فقد توقعت الغالبية، بنسبة (64٪)، من كبار المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط أن تؤدي التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وسياسة التجارة العالمية إلى تعزيز آفاق نمو شركاتهم في المستقبل القريب، بينما 5٪ فقط من كبار المسؤولين التنفيذيين يعتقدون أن هذه القضايا سوف تضعف آفاق النمو.

وتتوافق وجهة النظر هذه مع المشاركين من جميع أنحاء العالم، حيث يعتقد 66 ٪ أن التغيرات الاقتصادية والسياسية التجارية العالمية ستقوي فرص نمو شركاتهم.

وبالإضافة إلى ذلك فقد أشارت الدراسة إلى "أن توسع التجارة الخارجية سوف يعتمد بشكل أكبر على الاستراتيجيات الذاتية بدلا من الشراكات التقليدية، وذلك بقيام الشركات على الأرجح بتوسيع نطاق العمليات الأجنبية (75٪) واستخدام الإعلام الإلكتروني عبر الإنترنت لبرامج التسويق (70٪) لمتابعة فرص النمو العالمية،  وتعتبر هذه الاستراتيجيات (التي يمكن للشركة أن تتحكم بها) هي المفضلة بدلا من الشراكات والتحالفات المحلية في الأسواق الخارجية وهي تمثل نسبة (58٪)، ونسبة وتوطين المنتجات/الخدمات (48٪)، إذ يشير ذلك إلى أن هناك نهجًا أكثر ذكاءً للتجارة الخارجية ينتشر في الشرق الأوسط".

هذا ومن أبرز المواضيع الرئيسية التي تم التطرق لها في استطلاع هذا العام هو استمرار ظهور (الجيل Z) في الساحة الاقتصادية، حيث تمثل هذه الظاهرة "الزبون والموظف" في نفس الوقت، ويمثل هذا الجيل شريحة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 عامًا وتبلغ نسبتهم بين 50٪ و 65٪ من سكان الشرق الأوسط ، ويعتقد كبار المديرين التنفيذيين في المنطقة أن شركاتهم على اهبة الاستعداد لهذا الجيل (الجيل Z) والتغيرات التكنولوجية والاقتصادية التي يجلبونها معهم. وقد استجاب 81٪ من المشاركين في الاستبيان بهذه العبارة، "لدى شركتي خطة طويلة الأجل تراعي التغيرات التكنولوجية والديومغرافية والاقتصادية على مدى 5-10 سنوات القادمة" وأيضا أوضح 78٪ من المشاركين الآتي "لشركتي استراتيجيات واضحة لجذب المستهلكين "الجيل Z" المولودون بين عامي 1995 و 2005".

ومن جهة أخرى أفادت الدراسة باستمرار الشركات في جميع أنحاء المنطقة في التنافس على استقطاب المواهب في سوق تنافسي جدا حتى العام المقبل، إلا أن كبار المسؤولين التنفيذيين في المالية ينظرون إلى حوافز أخرى غير مادية لاستقطاب أفضل الكفاءات والمهارات من الموظفين والاحتفاظ بهم في الشرق الأوسط.