العدد 3891
الإثنين 10 يونيو 2019
banner
موقف مع “بويه”
الإثنين 10 يونيو 2019

ذكر لي الأستاذ أحمد غريب، واقعة غربية حدثت لأبنته مؤخرًا. والأستاذ أحمد - للعلم - معلم متقاعد للغة الإنجليزية، خدم بالقطاع التربوي بكل إخلاص لأكثر من 35 عامًا، وكنت ممن تشرفوا بأن تتلمذوا على يديه، في العام 1991 تحديدًا.

يقول الأستاذ أحمد إنه وأثناء دخول ابنته - وهي طالبة جامعية - لغرفة تغيير ملابس بمتجر بأحد المجمعات التجارية الكبرى، تصادف خروج شاب من الغرفة المجاورة، أعقبها خروج شابة جميلة خلفه، وهي تحمل بيدها عددا من الملابس الجديدة التي قاستها.

وتقول ابنة الأستاذ أحمد، إنها سألت الفتاة بتعجب، كيف سمحت للشاب بدخول غرفة قياس ملابس السيدات - باعتبار أنه مكان عام، ولا يخصها لوحدها - فردت عليها بدلع بأنه ليس شابا، وإنما فتاة مثلها، في إشارة لأنها “بويه”.

لحظات قبل أن تتفاجأ ابنة الأستاذ أحمد باقتراب “البويه” منها، وهي تتطلع إليها بنظرة نارية، قائلة: في مشكلة؟ خير؟ تجاهلتها ابنة الأستاذ أحمد، وذهبت لمسؤول المبيعات بالمتجر، وأطلعته على الواقعة، لكنه تطلع إليها بقلة حيلة، وهز رأسه دون أن يبدر منه موقفًا.

ويعلق الأستاذ على الحادثة: أنت تعلم يا إبراهيم وأنت من طلبتي، طبيعة القيم والمبادئ التي أنشأناكم وربيناكم عليها، فلا تعليم بلا تربية، ولا تربية بلا قيم أو مبادئ نعيش لأجلها.

ويزيد: تحرك “البويات” أو الشواذ بأوساط المجتمع البحريني بهذه البساطة، والعفوية المقززة، لا يلزمنا بقبول هذا المنكر، كمسؤولية أخلاقية يتشارك بها الجميع، وهي حجة عليهم فردًا فردًا يوم القيامة، لن نخضع لمن يحاربون دين الله وسنة نبيه بهذه السهولة وبهذا الجهار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية