لم يدر في خلد يوسف أن استخدامه بعض المفردات باللغة الإنجليزية خلال تناوله الغداء مع الرئيس التنفيذي وبعض من زملائه سيكون له ذلك المردود السلبي على تقدمه المهني، ولكن يبدو أن هذا فعلًا ما حصل. فكيف حدث ذلك؟ ومن هو المخطئ في ما حصل؟ أترك لك الحكم، سيدي القارئ؛ لتبحث عن الإجابة في ثنايا هذه المقالة.
اعتاد الرئيس أن يدعو من وقت لآخر عددًا من الموظفين لتناول وجبة الغداء معهم، وعادة تأخذ الأحاديث خلال فترة الغداء هذا مسارًا آخر يكون خارج دائرة العمل. في ذلك اليوم كان يوسف حاضرًا مع زملائه المتدربين لذاك الغرض. كانت الأحاديث متنوعة وتأخذ في الغالب المنحى الاجتماعي وكان الجميع يتحدث باللغة العربية.
استغل يوسف لحظات الصمت ليدلي بدلوه في أحد المواضيع وفضّل السير في الاتجاه المعاكس واختار التحدث باللغة الإنجليزية. في اليوم التالي دعا الرئيس مسؤول الموارد البشرية ليبلغه قراره بنقل يوسف إلى وظيفة كتابية أو فصله إذا لم يقبل بتلك الوظيفة. والسبب كان كما بيّنه الرئيس هو المستوى الضعيف لقدرات يوسف في اللغة الإنجليزية والتي تعتبر لغة التواصل في العمل خصوصا أن جل أنشطة هذه المؤسسة هي في الأسواق العالمية.
كان يوسف ضمن فريق من المتدربين الذين قررت المؤسسة الاستثمار في تدريبهم وإعدادهم لوظائف ومناصب قيادية وفنية عالية، وهذه الوظائف تتطلب قدرات غير عادية في اللغة الإنجليزية، وقد كشف يوسف بعفوية عن مقدرته المتواضعة في هذا الشأن وكان السبب في اتخاذ الرئيس قراره ذاك وهو نقله إلى وظيفة كتابية أو فصله من الخدمة.
سيدي القارئ، هل الرئيس تسرع في اتخاذ القرار أم أن يوسف هو من تسبب في اتخاذ الرئيس لذاك القرار؟ يقول أوليفر ويندل هوملز في هذا السياق “إن تكلمت فتكلم بوضوح واهتم بكل كلمة قبل أن تنطق بها”. ما رأيك سيدي القارئ؟