+A
A-

موريتانيا.. انطلاقة صاخبة لحملة انتخابات الرئاسة

انطلقت فجر الجمعة، وسط إجراءات صاخبة، الحملة الدعائية الممهدة لانتخابات الرئاسة المقررة في موريتانيا في 22 يونيو الجاري.

ورغم أن التحضيرات للحملة الانتخابية التي ستستمر 14 يوماً بدت باهتة، بحسب مراقبين، لكن الآلاف من أنصار المرشحين المتنافسين في هذه الانتخابات تدفقوا على المقرات والخيم الانتخابية، منتصف ليل الخميس إلى الجمعة، وهم يحملون لافتات وصور المرشحين وأعلام الأحزاب الداعمة لهم، في مسيرات بالسيارات وسط أجواء احتفالية صاخبة لا تخلو منها الحملات الانتخابية الموريتانية.

وتجسد بالنسبة للحكومة التي تشرف على تنظيم هذه الانتخابات "عرس الديمقراطية الناشئة في البلاد" وتجاوب الموريتانيين مع الاستحقاقات الانتخابية.

وسيختار مليون ونصف مليون ناخب يحق لهم التصويت، رئيساً جديداً لموريتانيا من بين 6 مترشحين، لا يوجد من ضمنهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز.

ويتصدر المترشحين في هذه الانتخابات وزير الدفاع والقائد السابق لأركان الجيش الفريق المتقاعد محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو مرشح النظام الحالي وتدعمه جميع أحزاب الأغلبية ومعظم نواب البرلمان وأعيان المجتمع من شيوخ القبائل والطرق الصوفية ورجال الأعمال وعدد كبير من كبار أطر الدولة السابقين والحاليين، إضافة إلى أحزاب وشخصيات وطنية كانت لعقود في صفوف معارضة الحكومات التي تعاقبت على السلطة في موريتانيا.

وينافس ولد الغزواني 5 مترشحين من صفوف المعارضة، وتدعهم أحزاب وكتل وتيارات سياسية متعددة تطمح لهزيمة مرشح السلطة الأوفر حظاً في الفوز بهذه الانتخابات، بحسب متابعين.

المرشحون عن قوى المعارضة يتقدمهم التكنوقراطي رئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر (تولى رئاسة الحكومة مرتين 1992-1996 و2005-2007). ويساند ترشيح ولد بوبكر عدد من الأحزاب والمنظمات المدنية و النقابية، ويتصدر داعميه حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (فرع الإخوان في موريتانيا) وهو حزب المعارضة الأول في البرلمان والمجالس المحلية.

النائب البرلماني الدكتور محمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم وأحد القادة التاريخيين للمعارضة الموريتانية على امتداد أربعة عقود. ويدعم ترشيح الدكتور محمد ولد مولود حزب المعارضة الرئيسي، تكتل القوى الديمقراطية بزعامة المعارض التاريخي العنيد أحمد ولد داداه أخ الرئيس الراحل المختار ولد داداه مؤسس الدولة الموريتانية وأول رئيس للبلاد (1960-1978).

والمرشح الثالث عن المعارضة بيرام ولد عبيدي، وهو ناشط شهير ضد العبودية وانتهاكات حقوق الإنسان. وتعرض بيرام للسجن والمحاكمة أكثر من مرة، وتتهمه السلطة بالترويج لخطاب متطرف وعنصري يغذي الكراهية للقبائل العربية والبربرية التي تشكل أغلبية سكان البلاد.

وانضم البرلماني السابق كان حاميدو بابا لتحالف انتخابي أسسته المعارضة بعد فشلها في تقديم مرشح موحد، وهدفه التضامن في جولة الإعادة لمنع فوز مرشح النظام الحالي. وينحدر حامدو باب من الأقلية الزنجية، وقد تميزت مواقف حزبه بالتذبذب وتنقل بين المعارضة والموالاة أكثر من مرة دون أن يشارك في تشكيلة الحكومة.

ويقدم المرشح السادس محمد الأمين الوافي المرتجي، والقادم من خارج حلبة الاصطفاف السياسي التقليدي، نفسه كمرشح للشباب، وهو يأمل في تكرار تجربة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المستعمرة الفرنسية السابقة.