يتبادل الناس التهاني والتبريكات في الأعياد، ومع انتهاء موضة "بطاقات المعايدة" بعد انتشار الرسائل الإلكترونية والتصاميم الفنية المصحوبة بالمؤثرات والموسيقى على الهواتف النقالة، وسهولة تهنئة الأهل والأقارب والأصدقاء عبر رسائل الواتس أب، لكن العاملين في المشاتل ومحال بيع الزهور لهم رأي آخر، فبعضهم استعد لمناسبة العيد بعروض ومسميات لها "رونق العيد".

في محل لبيع الزهور، استلم الزبون باقات متنوعة، لكنه فضل عدم الحديث أو التقاط صورة حتى "لا تحترق المفاجأة"، ومع ذلك، فقد شرح لنا فكرته، وهي أنه قرر هذا العام أن يوزع على إخوته في لقاء صبيحة العيد بمنزل الوالد "البيت العود"، باقات من الزهور المتنوعة، وقد اختار لكل واحد من إخوته الخمسة نوعًا خاصًا، فللرجال نوع وللنساء نوع آخر، وهو يقول أن هذه الفكرة يعملها لأول مرة وهو يشعر بأنها نوع من التجديد للتعبير عن مشاعر الفرح مع الأهل، والجدير بالذكر بالنسبة له، أنه مع اختيار أنواع من زوهور الهبسكس والماغنوليا والكاميليا، لكنه قبل ذلك ابتاع من أحد المزارعين كمية من الورد المحمدي النضر، فالورد المحمدي برائحته الطيبة هو أفضل أنواع الورود المحببة للبحرينيين.

وعما إذا كان المواطنين البحرينيين يقبلون فعلًا على شراء باقات الزهور لتزيين مجالسهم أو لإهدائها إلى الأهل والأصدقاء، تقول منسقة الزهور جاجا هابير أن هذا صحيح، فطلبات كثيرة وردت من الزبائن وبعضها بكميات وأنواع كبيرة خاصةً بالنسبة لمن يريدون تزيين مجالسهم الكبيرة، وهم من مختلف الطبقات، لكن بالطبع، تختلف الأسعار وفق الطلب، وتبدأ من دينار واحد لبعض أنواع الزهور كالروز الطبيعي، وتصل إلى ما يزيد على 20 دينارًا للباقة المتنوعة من أزهار الليلك والغاردينيا الفريزيا.

أما المواطن "سلمان الناصر" فقد ابتسم وهو يحمل باقته الجميلة، وعندما سألناه بعد التهاني بالعيد عن هذه الباقة الجميلة، قال أنه من محبي الورود والزهور، بل ويرى أن كل إنسان يحب رؤية الزهور الجميلة، لكن المفاجأة الأجمل، أن هذه الباقة ليس هديةً لأحد من معارفه بمناسبة عيد الفطر المبارك ولا لتزيين مجلس العيد، بل هي لزوجته التي توشك أن تضع مولودها البكر ربما خلال إجازة عيد الفطر.. بادرناه بالقول :"الله يقومها بالسلامة ومتبارك يا بوعيد".. فقال مبتسمًا :"عيدكم مبارك.. ولدي البكر سأسميه "سيف" بعون الله".. وجعل الله أيامكم كلها سعادة وعيدكم مبارك.