+A
A-

أمسية رمضانية مع ناصر الظاهري حول كتاب "مقابسات رمضان"

نظمت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مساء أمس الأول الثلاثاء أمسية ثقافية متميزة تألقت فيها الكلمة مع النغم الأصيل، بعنوان "مقابسات رمضان" بمشاركة الأديب الإماراتي ناصر الظاهري ترافقه عازفة العود شيرين التهامي، وبحضور نخبة من المثقفين والكتاب والأدباء والإعلاميين، وذلك في المجمّع الثقافي بأبوظبي.

أدارت الأمسية بشاير المطيري رئيسة تحرير مجلة زهرة الخليج، وافتتحتها بمقتطفات من "مقابسات رمضان" أحدث إصدرات ناصر الظاهري، والذي يجمع ما كتب في عموده اليومي في صحيفة الاتحاد أثناء رمضان منذ 2002 إلى 2010 في الجزء الأول، أما الجزء الثاني فيتضمن مقابسات رمضان منذ 2011 – 2018.

أوضح الظاهري أن فكرة المقابسات انطلقت من رغبته في تقديم التسلية والمتعة والدهشة للقارئ، من خلال تقريب اللهجة الإماراتية له، وقد حاول أن يمد جسراً من حرير بين الثقافة المحكية وبين ما تقوله الصحف، كما حاول أن يرتقي بالشعبي ليكون في مصاف ما تقوله الصحف، وقد وجدت هذه المقابسات تجاوباً جيداً من القراء، واستند إلى ما تحفظه الصدور، وكذلك بعض الإسرائيليات من منطلق معرفة الآخر، ثم ذهب إلى اللغة العربية وانتقى منها ما هو جميل ومبهر.

 وقال أن "القارئ شريك للكاتب، فبدون التفاعل والديناميكية تظل العملية الثقافية ناقصة، وكثيرا ما كنت أوثق وأدون حالة ثم أضعها أمام القارئ فهو عمل مزدوج أقرب ما يكون للمتعة المعرفية، أما "رمستنا"  فقد كانت معظمها من محفوظات الصدر ولم أكن أعلم أن لدي قاموس محلي بهذه الضخامة في ذاكرتي."

وأضاف الظاهري: "أنا مثقل بحكايات وبالتاريخ وبالثقافة العربية، بآمال وانتصارات وآلام، فالثقافة العربية ما زالت متذبذبة بين التقدم للأمام والعودة للخلف."

وذكر أنه اختار لوحات الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه لغلاف الكتاب لأنه يشعر بخطوطها قريبة منه، ولوحاتها فيها تنوع واختلاف يتماشى مع المقابسات، وهي فنانة عالمية، موضحا أن العمود الصحفي يبنى على صيد الفكرة اليومية، أما مقابسات رمضان فهي مبنية على لغة مكثفة تحتاج مراس عال.

وفي إطار رده على أسئلة الحضور قال الظاهري أن سبب بطئه في إصداراته يعود إلى التنوع فهو يركض خلف الوقت، ويعتبر نفسه سارداً وناثراً لديه قلب شاعر، فهو يتعكز على لغة شاعرية، مبيناً أن السفر ضروري لكل إنسان فما بالنا إذا كان فنان، فالسفر قد يغني عن قراءات ويرتب أشياء مبعثرة في الداخل، مضيفاً أنه خلال دراسته في فرنسا تعرف على أدب أمريكا اللاتينية، فقد سبق وقرأ الأدب الفرنسي مترجماً منذ الصغر، مشيراً أن الفرنسيين اليوم تأخروا خطوة للخلف وهذا حال كثير من الحضارات، أما ميزة باريس مدينة النور، أن فيها الإنسان يتعثر كل يوم بشيء ثقافي جميل، فيلم، أو مسرحية، حتى مطاعمها ومقاهيها ملهمة.

وختم الظاهري بقراءة نص من كلمات الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي بمرافقة عازفة العود شيرين التهامي التي أضفت معزوفاتها البهجة والجمال على الأمسية.