العدد 3878
الثلاثاء 28 مايو 2019
banner
أنقذوا البحر من هؤلاء اللصوص
الثلاثاء 28 مايو 2019

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أخيرًا مقطع فيديو صادمًا لبحار بحريني قام بتصوير الآلاف من (قراقير) صيد (القباقب) بفرضة الحد، مؤكدا –هو وغيره- بأنها للآسيويين، وبأن أغلب شاحنات النقل الجاثمة على ضفاف الفرضة هي لنقل المنتجات البحرية البحرينية للخارج.

ويؤكد الكثير من البحارة بأن هنالك آسيويين معروفين بمناطق مختلفة استحوذوا على عشرات الرخص لصيد (القباقب والسمك والروبيان) بنظام التأجير من الباطن، مدمرين البيئة البحرية للبلد، بمسئولية يشاركهم فيها من ارتضي لنفسه للمشاركة بهذه الجريمة، مقابل إيجار شهري للرخصة لا يتعدى المئتين دينار.

ويقودنا الوضع المتآكل لبحار المملكة، والتي دمرها الآسيويون تدميرًا للاستثراء السريع، إلى أهمية تمرير مشروع (النوخذة البحريني) فورًا، ووقف المزايدات والمبررات الهشة لتأخيره، كالمطالبة بتأهيل وتدريب النوخذة، متناسين بأن أهل البحرين بحارة من زمان أول، وليسوا بحاجة لهذا الهراء.

نقول ذلك؛ لأن هنالك من لا يخاف الله في خيرات البلد وأهلها، ولقد ذكر لي رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل باتصال هاتفي أجريته له يوم أمس، بأن البحارة الآسيويين يبتكرون باستمرار وسائل شنيعة لحرث البحر، وصيد السمك، وتدمير مصائده، وبأن هذا الحال في تصاعد مستمر.

منها – والحديث للدخيل- استخدام (قراقير للقباقب) مزودة بأربع فتحات، بدلا من واحدة أو اثنتين؛ لضمان حصد أكبر محصول ممكن، واستخدام ما يسمى خيط (القفية)، والتي تلقي منها طراريد الآسيويين الآلاف المؤلفة في البحر، ليحصدوا الأخضر واليابس من السمك، خصوصًا الهامور والكعند.

ويزيد” نظرًا لعدم مقدرتهم من رفع كل هذه الخيوط الكثيرة جدًا برحلة العودة، فإنهم يتركون العديد منها والسمك متشبث بها، ليموت لاحقا بعمق البحر، فلا هم الذين استفادوا منها، ولا هم الذين رحموا البحر، ورحموا الأسماك والناس”.

ويقودنا هذا الواقع المُر واليومي لبحار المملكة، لضرورة تمرير مشروع (النوخذه البحريني) كوقاية وحماية لخيرات البلد البحرية من العبث، وكصفعة لكل السراق والمتنفذين، ومؤجري رخص الصيد في الباطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية