العدد 3876
الأحد 26 مايو 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
قرار الحرب بيد من؟
الأحد 26 مايو 2019

مع الحرب الأمور دائما تسوء قبل أن تتحسن، وكما قال روزفلت “لم تكن هناك حرب جيدة أو سلام سيء”، ويقول حنا مينا كذلك “الحرب حضارة حين تكون ضد الذين يسعون لتدمير الحضارة”، وهذا هو حالنا دائماً مع النظام الإيراني الثيوقراطي، ومع قرار الحرب، ترقب وانتظار وتحليل ونقاشات استعراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكأن الحرب لعبة أو نزهة، فيما أصحاب القرار بالحرب لهم حساباتهم الدقيقة والحذرة، والسؤال المعلق اليوم على لسان الجميع: هل ستقع الحرب؟

برأيي المتواضع يجب أن يُطرح السؤال بالشكل التالي: كيف سنواجه الحرب إذا وقعت؟ نحن ندرك أن عدونا وعدو المنطقة والعالم هو النظام الإيراني الذي أجمع العالم بمن فيهم أولئك المتحفظون على الحرب، نظام إرهابي ثيوقراطي لم يتوقف منذ تأسيسه عن إثارة التوتر وزعزعة الاستقرار بالمنطقة، واتفق الجميع مؤخراً بأنه لم يعد بمقدور العالم تحمل تصرفات نظام فوضوي، نموذج مشوه للأنظمة البائدة كالنازية والفاشية والقومية العسكرية اليابانية، التي قُضي عليها جميعاً كأمر طبيعي مسلم به، لأنها أنظمة ضد التطور الطبيعي للدول، ولأنها توسعية دخلت في مواجهة مع العالم الحر فقضي عليها من هذا المنطلق، والنظام الإيراني لا يختلف عن هذه الأنظمة سوى أنه أقلها قوة وأكثرها هشاشة وليس بمقدوره مواجهة 10 % من القوة الأميركية لو استخدمت، خطره الوحيد كأي عنصر إرهابي فيما يشيعه من تخريب عبر صواريخه المتخلفة العمياء التي لا تعرف أين تسقط وما ستحدث من تخريب، لكن بوسائل الدفاع العصرية المتقدمة قد لا تفلح هذه الصواريخ العشوائية في إحداث الدمار، ولكن بمقدورها زرع الرعب في السكان، لكن يبقى السؤال: كيف نواجه الحرب لو وقعت؟

لاشك أن إيران تعتمد على أذرعها الإرهابية في المنطقة أكثر من اعتمادها على ذاتها، وبالتالي أولى الخطوات تأمين الجبهة الخلفية قبل الحرب وأثناءها وبعدها، لأنه حتى مع هزيمة النظام الإيراني من المحتمل تحريك خلاياه في محاولات يائسة بائسة للانتقام، وهنا لابد من اليقظة والحذر، فعلى دول المنطقة تأمين هذه الجبهة بقوة. والأمر الأكثر أهمية، هو أن تضع دول المنطقة في اعتبارها أن يكون لها صوت بقرار الحرب أو السلم، فمهما اتجهت الأمور فلا نترك القرار بيد غيرنا وحده، فلابد من دور لنا بقرار الحرب أو السلم، حفظ الله دولنا وشعوبنا.

 

تنويرة:

كثرة العثرات تفرض أن تغير طريقك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .