+A
A-

كيف "تستثمر" إيران التصريحات في الاستعداد للحرب؟

على الرغم من التصريحات العلنية التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون حول استبعاد حدوث مواجهة مباشرة أو بالوكالة مع أميركا، إلا أن الاستعدادات السياسية والحربية داخل إيران توحي للمراقبين بأن طهران تحضر للمعركة اقتصاديا وسياسيا وعسكرياً.

فمن جهة صعدت إيران الأنشطة النووية ورفعت كمية تخصيب اليورانيوم منخفض النسبة، وعلقت بعض الالتزامات، ما يعد انتهاكات صارخة للاتفاق النووي، ومن جهة أخرى تقوم بتحرك دبلوماسي تمهيدا لمفاوضات محتملة، كان آخرها استقبال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الثلاثاء الماضي، والمعروف أنه وسيط المحادثات التمهيدية للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.

أما قادة الحرس الثوري فيستمرون في تصعيد التهديدات الضمنية بالتصعيد عبر وكلائهم في المنطقة من ميليشيات الحوثي في اليمن إلى الميليشيات العراقية الموالية لهم وسائر الجماعات والخلايا التابعة لهم في المنطقة.

وبينما استبعد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، في تصريحات الأربعاء، حدوث حرب بين إيران وأميركا، قال رئيس مجلس صيانة الدستور في إيران، عباس علي كدخدائي، إن الرئيس الإيراني مُنح صلاحيات كافية لإدارة الظروف الحالية.

ورداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي طالب خلالها بزيادة السلطات في يده لإدارة الحرب الاقتصادية مع أميركا، قال كدخدائي في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" الأربعاء، "إن الرئيس قد فُوض بصلاحيات واسعة نظرا لأوضاع البلاد".

وتساءل كدخدائي: يا ترى هل تم استخدام هذه الصلاحيات الواسعة لحل المشاكل؟

بدوره، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني في مقابلة مع وكالة " ايلنا" الحكومية، الأربعاء، إنه "لا يحق لأي جماعة أن تعلن أنها تحارب بالوكالة عن إيران".

واستبعد فلاحت بيشه اندلاع حرب مع أميركا لا بشكل مباشر ولا حرب بالوكالة، قائلاً إن "المرشد الإيراني أكد أن سياسة النظام الإيراني ليست الحرب ولا التفاوض".

لكن على الرغم من هذه التصريحات حول استبعاد الحرب، لا تزال القوات العسكرية الإيرانية تقوم بنقل تجهيزات عسكرية إلى مناطق مختلفة من البلاد.

وبث ناشطون إيرانيون مقاطع تُظهر نقل معدات وتجهيزات عسكرية في مناطق مختلفة، كان آخرها نقل دبابات إلى محافظة عيلام المحاذية لحدود العراق والتي شهدت أيضا إغلاق منفذ سومار بين البلدين.

وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع أنباء حول دخول رتل أميركي يشمل أكثر من 60 عجلة عسكرية وقتالية وشاحنات نقل مغطاة، عبر منفذ طريبيل الأردني إلى قاعدة "عين الأسد" الجوية غربي محافظة الأنبار.

بدوره، قال السفير الإيراني السابق في العراق، حسن دانائي فر، عن تطورات العراق في أعقاب الهجوم الصاروخي في المنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد، إن "الأميركيين ليس لديهم برنامج في العراق، هم سلوكياتهم انفعالية"، حسب تعبيره.

وقال دانائي فر لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن "الأحداث التي وقعت في بغداد خلال الأيام الماضية ليست المرة الأولى وقد تتكرر لاحقاً، ومع ذلك، فإن الحرب لا تفيد أي شخص، لا في مصلحة إيران ولا في مصلحة الأميركيين".

وأضاف أن "الأميركيين يعلمون أنه إذا وقعت الحرب وأرادوا إشعال فتيل حرب أخرى في المنطقة، فإن يد إيران مفتوحة ولديها الكثير من الخيارات، ولهذا فإننا نستبعد أن يذهب الأميركيون إلى الحرب".