+A
A-

لا شيء تغير.. أساليب المخابرات في سوريا صامدة

تعود مناطق "المصالحات" في سوريا، التي سيطر النظام على بعضها منذ نحو عام إلى الواجهة مرة أخرى بعد التقارير الحقوقية الصادرة عن منظماتٍ دولية، وآخرها تقرير "هيومن رايتس ووتش"، الذي أفاد بأن "أساليب المخابرات السورية لم تتغير بعد".

وفي هذا السياق، أكد صحافي سوري أن "مناطق المصالحات في جنوب البلاد تشهد حملة اعتقالاتٍ عشوائية"، مضيفاً أنها "تأتي نتيجة خلاف كبير بين الطرفين الروسي والإيراني، اللذين يساندان الجيش السوري في هذه المناطق".

وأشار الصحافي سعيد سيف في مقابلة هاتفية مع "العربية.نت" إلى أن "عددا من هؤلاء المعتقلين، حوّلهم النظام إلى محكمة الإرهاب"، لافتاً إلى أن "هذه الاعتقالات تطال السكان في درعا والغوطة الشرقية والقلمون".

وبحسب سيف فإن "العشرات في هذه المناطق يتعرضون لاعتقالٍ تعسفي بشكلٍ يومي، بتهم الانتماء لتنظيمي داعش والنصرة، ومن بينهم نساء اتهمن بالتواصل مع مسلحين في إدلب، إلى جانب مقاتلين كانوا في صفوف المعارضة المسلحة ويقاتلون ضد النظام في وقتٍ سابق".

ويتعرض معظم هؤلاء للاعتقال أثناء مرورهم عبر حواجز النظام التي تنتشر في مناطق إقامتهم، في وقت يحاول فيه النظام التخلص من شبان ساهموا في "المصالحة" بينه وبين المعارضة وقد كانوا معارضين له قبل ذلك.

صراع روسي إيراني

ووفق الصحافي سيف، فإن أسباب محاولة النظام التخلص من بعض شبّان المصالحة، تعود لتضاعف دورهم مع ميليشيات محسوبة على الروس، بهدف تحقيق الهيمنة الكاملة للطرف الإيراني في هذه المناطق برعاية مباشرة من ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري.

واتهم سيف الجانب الروسي بـ"عدم الوفاء بوعوده السابقة" التي قدّمها لمناطق المصالحات التي تراجعت المعارضة من بعضها قبل نحو عام. وشدد في هذا الإطار على أن "الطرف الروسي لا يتمتع بالقوة ذاتها تلك التي يتمتع بها حزب الله وميليشيات أخرى إيرانية، لذا لم يتمكن من تنفيذ تلك الوعود".

وأضاف "كان من المقرر عدم سحب الشبان للجيش السوري وفق الوعود المقدمة من الطرف الروسي للأهالي، لكن أغلب الشبّان بمناطق المصالحات تم زجّهم بالجيش بعد اعتقالهم"، مشيراً إلى أن "الإيرانيين وحزب الله هم أكثر من يساندون النظام في هذه الخطوة".

وتسعى إيران بالفعل لبسط نفوذها بشكلٍ أكبر في العاصمة دمشق وريفها ومناطق أخرى في جنوب البلاد مثل درعا، وتستغل فيها حاجة السكان المادية من خلال ميليشياتها التي ينخرط بعض الشبّان فيها نتيجة ظروفهم المعيشية "الصعبة"، وفقاً لمصادر محلية.

البطالة والميليشيات الإيرانية

وأكدت المصادر للعربية.نت أن "البطالة ترغم الشبّان في هذه المناطق على الانضمام للميليشيات الإيرانية بغية الحصول على راتبٍ شهري".

يذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الشهيرة اتهمت في تقريرٍ صادرٍ عنها، الاثنين، أجهزة مخابرات الأسد بأنها "تحتجز وتخفي وتضايق" السكان في المناطق التي تمكنت من السيطرة عليها مجدداً بين الفترة الممتدة من شباط/فبراير إلى آب/اغسطس من العام 2018 في الغوطة الشرقية بريف العاصمة وأحياء أخرى جنوبها، بالإضافة لمحافظتي درعا والقنيطرة.

والأسبوع الماضي، طالبت ثماني منظمات حقوقية دولية وسورية بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، المجتمع الدولي بالضغط على كافة أطراف النزاع في سوريا، للكشف عن مصير عشرات آلاف المخفيين قسراً والمحتجزين بشكلٍ تعسفي والذين يعد ملفهم البارز الأكثر تعقيداً من بين ملفات الحرب السورية التي تشهدها البلاد منذ سنوات.