“إن التسامح والتعايش التي تميزت به مملكة البحرين مرتبط بتكاتف الجميع وتلاحمهم، أما من يسيء للوطن ويعمل على تفتيت لحمته الوطنية، فإن مساعيه ستبوء بالفشل والخسران أمام تماسك المجتمع البحريني وصلابته”... لنتأمل في هذه العبارة التي أوردتها كمثال، للكثير من المقولات والكلمات السامية لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ولندرسها بعمق لفهم معانيها، سنجد حتمًا أن “الرباط الوثيق” الذي كرر عليه سموه دائمًا، في مختلف الظروف والتحولات والمتغيرات، على المستوى المحلي والخليجي والإقليمي، هو ذلك الرباط الذي يصون بيتنا البحريني الكريم، ولأنه “والد هذا البيت”، فكلماته السامية تضيء لنا وتسري في عقول ووجدان كل البحرينيين المخلصين لوطنهم وخصوصًا في المحن والملمات.
كثيرة هي التحولات والحوادث والتطورات حولنا في الإقليم، وكثيرة هي الأنباء والتحليلات والتوقعات، إلا أن ما أوصانا به خليفة بن سلمان ولا يزال، هو التمسك بمنظومة من القيم المتصلة اتصالًا مباشرًا بثقافة المواطنة والوحدة الوطنية، والأهم من ذلك، وهذا ما شهدناه في المبادرات والزيارات واللقاءات وفي مجلس سموه حفظه الله وأطال عمره، هو فتح القلوب قبل الأبواب لكل فكرة تضاعف وتعزز اللحمة الوطنية، وتفتح مساحة أرحب لتكريس مدخلات ومخرجات التوافق الوطني بين جميع الأطياف، وهذا ما سنجني ثماره إن شاء الله، وهذا ما يمثل تطلعات القيادة والشعب لصفحات مقبلة إلى “ما نصبو إليه من تطور ونماء”، في ظل كل تلك التطورات، يفيض علينا “خليفة بن سلمان” بتثمينه لجهود وأدوار شخصيات البلد من نساء ورجال، ومن النخب المثقفة وعلماء الدين والمفكرين والأكاديميين، إلى أبسط مواطن يؤمن بالمساهمة في رفعة الوطن.
لقد شهدنا في مواقف ومراحل عديدة، كيف أن سمو رئيس الوزراء طالب الجميع وأوصاهم بالتكاتف، لأن تكاتف أهل البحرين ووحدتهم هي الرقم الصعب الذي يحفظ وحدة واستقرار الوطن، ولأن المجتمع البحريني لا يساوم على مقوماته وتراثه وعاداته وتقاليده ومواثيقه وحرصه على تراب الوطن المقدس، فإن كل ذلك، كما يرى سمو رئيس الوزراء أيده الله، يمنحنا القدرة على تجاوز الصعاب والالتفاف حول القيادة الرشيدة وبتعاضد المجتمع البحريني وأبنائه المخلصين بذلك الرباط الوثيق، للذود عن منجزات ومكتسبات شارك فيها الجميع.