+A
A-

بلومبيرغ: أردوغان يواجه تمردا نادرا داخل صفوف حزبه

واجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علامة نادرة على التمرد داخل الحزب الحاكم، حيث هاجم الحلفاء السابقون قيادته بعد تدهور حاد في الاقتصاد وخسائر في الانتخابات المحلية الشهر الماضي، بحسب وكالة "بلومبيرغ".

وقال أحمد داود أوغلو، الذي كان ذات يوم خليفة أردوغان المنتقى بعناية على رأس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إنه "يجب أن يواجه حقيقة تراجع الدعم الشعبي" بسبب سياساته "المتغطرسة".

وتجنب البيان المكتوب الصادر عن رئيس الوزراء السابق الاثنين أي انتقاد شخصي لأردوغان، على الرغم من أنه نال من سياسات خاضعة لسلطة الرئيس مباشرة مثل إدارة الملف الاقتصادي إلى كبح الحريات الأساسية والضغط على حرية التعبير.

وقال داود أوغلو، الذي لا يزال عضوًا في حزب العدالة والتنمية، رغم أنه لم يعد عضوًا في البرلمان "لا يمكننا إدارة الأزمة الاقتصادية التي نشهدها من خلال إنكار وجودها، تكمن أزمة الحكم في جذور الأزمة الاقتصادية التي نعيشها".

يبرز الجانب العريض من الاضطراب في تركيا عندما يحاول أردوغان السيطرة على الرواية السياسية وطمس أي موقف من المعارضة.

فبعد البقاء على رأس السلطة على مدى العقدين الماضيين تقريبا، أصبح الرئيس التركي وحزبه في منطقة مجهولة بعد خسائر غير مسبوقة في المدن الكبيرة.

ويقف الاقتصاد على حافة السكين بسبب الهبوط في العملة والتهديد الذي يلوح في الأفق بفرض المزيد من العقوبات الأميركية.

تحذير من الخيانة

وحذر داود أوغلو من الابتعاد عن اقتصاديات السوق الحرة، قائلا: إن التحالف الانتخابي لحزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية يجعل الحزب الحاكم رهينة لجماعة سياسية أصغر. ولم يتم الإشارة إلى نداء دواد أوغلو للإصلاح على أي من وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة.

يواجه داود أوغلو في إقدامه على انتقاد أردوغان، قائداً انتصر على معارضين أقوياء ونجا من محاولة انقلاب في عام 2016.

وحذر أردوغان، البالغ من العمر 65 عامًا، أعضاء حزبه مرارًا وتكرارًا من ارتكاب "الخيانة" ولم يبد أي علامة على التسامح مع أي علامة على المعارضة داخل الحزب في الماضي.

وقال نهاد علي أوزكان، وهو استراتيجي في مؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية التركية في أنقرة، إن تحرك داود أوغلو محكوم عليه بالفشل.

وقال في تعليق عبر الهاتف: "بالتأكيد لا يمتلك داود أوغلو القدرة أو النفوذ سواء على مستوى أعضاء حزب العدالة والتنمية أو أنصاره لتحدي حكم أردوغان".

وأضاف أوزكان: "لا يزال أردوغان مهيمنا على الحزب ومن المرجح أن يستمر في ذلك".

في الواقع، لا يبدو واضحا ما هو الدعم الذي يرتكز عليه داود أوغلو أو إلى أين يمكن أن يؤدي به النقد المعلن.

هذا ويمكن أن يمنح التمرد الفرصة لأعضاء أي حزب يشعر بقلق متزايد بشأن الأوضاع الاقتصادية والتحالف مع حزب الحركة القومية MHP.

شيطنة المعارضين

لم يحاول داود أوغلو النيل من أي من نواب حزب العدالة والتنمية وبدلاً من ذلك يعطي الأولوية لإصلاح الحزب من الألف إلى الياء، وفقاً لشخص مطلع بأسلوب تفكير داود أوغلو.

وكانت هناك مقترحات مقدمة من أعضاء فريق صانعي السياسات السابق لأردوغان مثل نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، ولكن على الرغم من ذلك لم يبد موافقة على أسلوب الانتقاد العلني.

وصرح أحد المصادر أنه إذا اختار أردوغان شيطنة ناقديه بدلاً من محاوراتهم، فإن المعارضة الداخلية ربما تجد نفسها مجبرة على تشكيل حزب سياسي بديل.

وأيا ما كانت مجريات الأمور، لا يزال أردوغان يواجه محاولة التعافي من الهزائم، التي مني بها مرشحو حزبه بالمدن الرئيسية في الانتخابات البلدية التي جرت في 31 مارس. يواصل كبار مساعدي أردوغان جهودهم ومكافحتهم للطعن وإعادة الانتخابات في إسطنبول، التي بنى فيها أردوغان حياته السياسية.

ومن المتوقع أن تبدأ أعلى هيئة انتخابية في تركيا تقييم ما إذا كان سيتم إلغاء نتائج الانتخابات البلدية في إسطنبول وإجراء انتخابات جديدة وفقا للطلب الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية.

وتولى أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض مكتب عمدة إسطنبول منذ أيام معدودة بعدما تم الاعتراف بفوزه، مما أدى إلى ارتفاع الليرة. ولكن انخفضت العملة التركية في اليوم التالي بنسبة 1.9% مقابل الدولار وسط تقارير تفيد بأن البنك المركزي كان يستخدم الاقتراض قصير الأجل لتعزيز احتياطاته من النقد الأجنبي.