+A
A-

نسبة المشاركة الدولية 51% وهي الأعلى في تاريخ انعقاد المؤتمر العالمي لريادة الأعمال

اختتمت الشبكة الدولية لريادة الأعمال بالمملكة اليوم الأربعاء أعمال أكثر من 110 جلسة ألقاها ما يقرب من 240 متحدث بالمؤتمر العالمي لريادة الأعمال 2019، والذي تستضيف المملكة النسخة الحادية عشرة منه بالتعاون مع صندوق العمل " تمكين".

وقد أعرب رئيس مجلس إدارة صندوق العمل " تمكين" معالي الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة عن هذه الاستضافة المتميزة لمملكة البحرين لهذه الاحتفائية الدولية الرائدة، موضحاً أنه بحسب تسجيل التقارير الصادرة عن الشبكة الدولية لريادة الأعمال، مَثلت المشاركة الدولية فيها ما يصل إلى 51% من إجمالي نسبة المشاركة في المؤتمر هذا العام، وهي الأعلى في تاريخ انعقاد المؤتمر على مدى الـ 10 سنوات الماضية.

وأكد معاليه أهمية هذا الانجاز المتميز الذي حققته المملكة في التأكيد على موقعها كنموذج ريادي على المستوى الإقليمي في بناء بيئات اقتصادية مستدامة وتعزيز فرص الإبداع فيما يخدم أهداف تنويع موارد الدخل، وتعزيز الانتاجية والتنافسية الاقتصادية، وهو الأمر الذي ساهم في دعم بيئة ريادة الأعمال وخلق بيئة داعمة للمؤسسات الناشئة، تسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

 ومن جهته، أعرب الرئيس التنفيذي لـ " تمكين" الدكتور إبراهيم محمد جناحي أن مملكة البحرين تتمتع ببيئة تجارية فريدة من نوعها تدعمها مجموعة من القوانين التنظيمية التي تسهم في تعزيز موقعها في مجال ريادة الأعمال على خارطة التنمية الاقتصادية المستدامة. كما تتميز المملكة بطاقاتها البشرية المبدعة والمؤهلة ومنهجيتها المنفتحة على جذب الاستثمارات الدولية.

ولفت د. جناحي أن المملكة على مدى مسيرتها التنموية حققت العديد من الانجازات التنموية الإقليمية والعالمية، معتبراً هذه الاستضافة علامة فارقة في تاريخ انعقاد هذا المؤتمر الدولي، لاسيما مع زخم النتائج المهمة المتحققة إلى اليوم، بما في ذلك مشاركة كبيرة للوفود الوزارية المشاركة في أعمال الاجتماع الوزاري الذي عقد في مستهل أعمال المؤتمر، والتي بلغت 50 بلدا وهي الأكبر على مدى سنوات انعقاد المؤتمر، فضلاً عن النسبة الواسعة للمشاركين من خارج البحرين والتي كان على رأسها دول عديدة شملت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الهند، والجمهورية الفرنسية، وتركيا، ونيجريا، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجنوب إفريقيا وكمبوديا، وغيرها. 

وقد تواصلت أعمال المؤتمر بجلساته الموازية في يومه الثالث، حيث تناولت ما يقرب من 50 موضوعا شملت أبرزها إطار ريادة الأعمال في المنصات الرقمية، والصناعة الإبداعية، والسياسات المتعلقة بالابتكار، وتسريع أعمال المؤسسات الناشئة، ودراسة وقياس البيئات الاقتصادية، والمرأة في قطاع ريادة الأعمال العالمي، وآليات ربط البيئات الاقتصادية، والاقتصاد الرقمي وغيرها من المواضيع والمستجدات الراهنة ذات العلاقة بريادة الأعمال. 

ومن أبرز الجلسات التي تناولتها أعمال اليوم الثالث، جلسة بعنوان "بناء مجتمع رقمي" قدمها الرئيس الأسبق معالي توماس إليفس لإستونيا سلط الضوء فيها على التقدم الذي أحرزته بلاده في مجالات الخدمات الحكومية الرقمية الذكية، خاصةً توحيد البيانات من خلال دمج تكنولوجيا البلوك تشين.

وشارك الحضور فوائد هذا التحول قائلا "إن جوهر العالم الرقمي يكمن في إنشاء هوية قوية وآمنة، وتقبل التغيير. وفي ضوء التغييرات التي قامت بها حكومة استونيا، نحن اليوم نوفر 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي كل عام."  وأكمل "من أهم أسباب مقاومة التغيير هو الافتقار إلى الإرادة وعدم وجود حوار بين الأشخاص المسؤولين عن صنع السياسات والأشخاص الذين يمارسون التكنولوجيا الرقمية ".

وفي جلسة "سيدات الأعمال: التقدم المحلي والاتجاهات العالمية" التي أدارتها زهراء طاهر، تم طرح أهم المستجدات الاقتصادية إضافة إلى استعراض أهم التحديات والمعوقات التي قد تواجه سيدات الأعمال والبحث عن حلول ناجعة لها بما يمكن المرأة من تحقيق النجاحات والمشاركة في سوق العمل. وبدورها أشارت الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة، المدير العام للسياسات والتنمية في المجلس الأعلى بأهمية دور المرأة في مجال ريادة الأعمال وحثها على العمل بجميع القطاعات الاقتصادية المختلفة بالمملكة، وتمكينها في سوق العمل. 

ومن جانب آخر، تناولت جلسة " تمكين الاقتصاد الرقمي : تأثير الحوسبة السحابية على الشركات الناشئة" مواضيع عدة  تتمحور حول دعم المؤسسات لزيادة جودة وفعالية خدماتها ورفع مستوى الأمان في عملياتها الداخلية باستخدام أحدث الحلول الرقمية وأدارت الجلسة الأستاذة مروة الإسكافي، رئيس برنامج إنترنت الأشياء، برنك الشرق الأوسط، بالمشاركة مع عصام حماد، مدير إدارة الشراكات وعلاقات العملاء في "تمكين" و ياسر عبدالعزيز، المدير المالي والشريك المؤسس لتطبيق ملاعب وحمد الساعي، مدير تطوير أعمال القطاع العام في مايكروسوفت البحرين. 

وأشار المدير الأول بقسم الشراكات والخدمات الاستشارية في "تمكين" عصام حماد خلال هذه الجلسة "أن الدعم المقدم للمؤسسات يستهدف فئات جديدة بطرق تختلف عن الفئات الأخرى، وذلك من خلال تقديم الدعم المالي وباستخدام التقنيات والحلول السحابية المبتكرة من شركة أمازون ويب سيرفيسز لتساهم في تحقيق أهدافهم ومشاريعهم. 

كما شملت أعمال المؤتمر على مدى أيام انعقاده الإعلان عن عدد من المبادرات التنموية لمختلف المؤسسات بالمملكة والشراكات مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص الرامية إلى دعم الجهود الوطنية لتنمية البيئات الداعمة للمؤسسات الناشئة، وذلك من خلال فتح المجال أمام تسريع نمو الأعمال في سوق البحرين وتعزيز تنافسيتها وتوسعها على المستوى الدولي. 

وقد حضر المؤتمر لهذا العام أكثر من 3 آلاف فرد من 170 دولة بالإضافة إلى الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين.