+A
A-

قتلى ومختطفون في السويداء.. واتهامات لحزب الله

تعود التوترات الأمنية مجدداً لمدينة السويداء السورية، التي تقطنها أغلبية من طائفة الموحّدين الدروز جنوب البلاد على خلفية حالات الخطف التي تتكرر باستمرار في المدينة.

وتعيش السويداء توتراً أمنياً كبيراً منذ أيام، نتيجة قيام مسلّحين بخطف تُجارٍ من قرى المدينة كانوا في زيارة عمل، بهدف شراء محاصيل زراعية، وفق ما أفادت مصادر محلية لـ "العربية.نت".

وإلى جانب التُجار، اخُتطِف في السويداء أيضاً المحامي ممدوح السعيد، وهو أحد أبناء زعيم عشيرة النمر المعروفة. ونجم عن خطف هؤلاء المدنيين خلاف كبير بين فصيلين عسكريين محليين "درزيين" يعارضان نظام الأسد.

وتبادل الفصيلان العسكريان الاتهامات لبعضهما البعض، وحمّل كل طرفٍ منهما الآخر مسؤولية خطف المدنيين.

وعلى إثر ذلك قام فصيلٌ منهما بتفتيش الحافلات القادمة والمتوجهة من بلدة صلخد لمدينة السويداء، وطلب الهويات من المسافرين.

واعتبر الفصيل الآخر الّذي ينشط ببلدة صلخد القريبة من السويداء قيام الفصيل الأول بتفتيش الحافلات وطلب هويات المسافرين "تصرفاً غير مقبول" بعد قيامهم بتوقيف عدد من نساء البلدة، بحسب مصدر عسكري من السويداء.

وتوجه بعد ذلك مسلّحون من "قوات شيخ الكرامة" من بلدة صلخد للسويداء، للرد عل الاتهامات الموجهة إليهم حول اختطاف المدنيين من قبل قوات "آل مزهر" وكذلك للرد على "إهانة النساء" اللواتي تم توقيفهن على حواجزه.

وحدث تبادل كثيف لإطلاق النار بين الطرفين نجم عنه مقتل ربيع ناصيف من "قوات شيخ الكرامة" التي تتواجد بكثافة في صلخد ويتزعّمها وسام العيد، بالإضافة لاختطاف عنصرٍ آخر منها وهو هاني الشوفي.

وشيّع أحد الضحايا ببلدة صلخد في ظلٍ حصول فوضى أمنية كبيرة. إذ هاجم متظاهرون مقرات أمنية وحكومية لقوات الأسد منها مفرزة الأمن العسكري. وقُتل في غضونِ ذلك متطوّع من الأمن العسكري وهو من عائلة "الشعراني" التي تنحدر من قرى ريف السويداء.

وبالرغم من العلاقات المتوترة في الأصل بين فصيلي "آل مزهر" و"قوات شيخ الكرامة" من جهة، وقوات الأسد من جهة أخرى، إلا أن المجموعتين تتهمان معاً طرفاً ثالثاً تورّط بمقتل متطوّع من الأمن العسكري لقى حتفه في احتجاجات غاضبة بصلخد.

وبحسب مصادر عسكرية من السويداء فإن هاتين القوتين تتهمان حزب الله اللبناني بالوقوف وراء مقتل المتطوّع في وقتٍ يعمل فيه بعض وجهاء المدينة على تصفية فصيل "قوات شيخ الكرامة".

وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم يتدخل نظام الأسد في الصراع بين هذه الفصائل. ورغم ذلك يتهمه بعض وجهاء المدينة بإحداث فتنة بين فصائلها، باعتبارها تعارضه ومن مصلحته إحداث خلافٍ بينها.

وتكاد لا تتوقف حالات الخطف بالسويداء وريفها. وتتكرر عشرات المرات في الشهر الواحد وفق مصادر حقوقية أهلية.

وتتجنب السويداء منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل سنوات تحييد نفسها وعدم المشاركة فيها، حيث يرفض عشرات الآلاف من شبّانها تأدية الخدمة العسكرية في صفوف الجيش السوري.