العدد 3836
الثلاثاء 16 أبريل 2019
banner
المهم‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬السودان
الثلاثاء 16 أبريل 2019

قبل فترة كتبت عن الاحتجاجات في السودان وعبرت عن قلقي من أن يحدث للسودان ما حدث لغيره من فوضى وانهيار، وحذرت إخواني السودانيين من السير في طريق الشعوب التي ندمت ولم ينفع الندم، ولم أكن أفكر في الأفراد ولا بقاء الرئيس المعزول عمر البشير أو رحيله، لكنني كنت أفكر في السودان وبقاء السودان على الخريطة.

وهاهو الشعب السوداني قد وصل إلى مراده وهاهو الجيش السوداني قد انحاز لمطالب الشعب السوداني وقال للبشير ورجاله كفى، والحمد لله ثم الحمد لله أن الجيش والشعب السوداني كيان واحد، لأن هذه هي الحالة الوحيدة التي تمنع السودان من السقوط في الهاوية التي سقطت فيها الدول التي لم تنحز جيوشها لمطالب شعوبها والدول ذات الجيوش الطائفية التي تسمع نداء الطائفة أو القبيلة ولا تسمع نداء الوطن.

ونتمنى من الله أن تبقى حالة التلاحم بين الجيش والشعب لكي يتجاوز السودان المرحلة الحرجة ويصل إلى بر الأمان ولكي يحقق الشعب السوداني مراده في التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم الذي خرج من أجله، فاليوم يحتفل الشعب السوداني بنجاحه في إسقاط نظام البشير بعد ثلاثين عاما قضاها في الحكم، لكن غدا ستذهب السكرة وتأتي الفكرة، فالشعب هتف في البداية من أجل الخبز ثم هتف من أجل إسقاط النظام، وقد سقط النظام وانتهى أمره ويبقى الخبز وتبقى العدالة الاجتماعية التي سقط من أجلها الشهداء.

القادم هو الأهم والأخطر والسودان أمانة في رقاب رجال الجيش والشعب معا، وعلى الجميع أن يضع السودان بين عينيه عند كل نقاش وخلاف، أتذكر عندما كتبت عمودي السابق وحذرت فيه إخواني السودانيين من جر بلدهم إلى الفوضى، أتذكر أن أحد القراء قال لي لا تخافي علينا فنحن نستطيع التغيير ونستطيع في الوقت ذاته أن نحافظ على بلدنا. وأتمنى فعلا أن يكون السودانيون كذلك، وأتمنى أن يدرك كل سوداني في أي موقع كان ما له وما عليه، وأتمنى أن يكون الجميع على وعي بأن للتغيير ثمنا وأن المطالب لن تتحقق بكن فيكون، وأن الحفاظ على السودان وتحقيق الأهداف سيحتاج إلى وقت وتكلفة وصبر وسد كل الثقوب التي يدخل منها الأعداء وعدم الاستماع لأية نداءات سوى نداء الوطن.

إذا ما تسلح السودانيون بهذه الدرجة من الوعي، سيتجاوز السودان الخطر وسنفرح جميعا ونقول لأنفسنا إن ما جاء بالبيان رقم واحد لم يكن كلاما منمقا وسنقول “الله أكبر والعزة للسودان”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .