العدد 3829
الثلاثاء 09 أبريل 2019
banner
حال الأمة العربية
الثلاثاء 09 أبريل 2019

في كل عام يقف الإنسان العربي متأملا حال أمته العربية، فحالها يتغير من عام لآخر، تغيرًا سلبيًا، تغيرًا لصالح أعداء أمته، ولصالح أعراب هذه الأمة الذين لا تهمهم إلا مصالحهم السياسية والشخصية، فالفكر العربي ومناضلوه الذين ناضلوا في سبيله ومن أجل أمتهم مازالوا يتخذون من مبادئهم منهجًا ومن تاريخ أمتهم خندقًا، فالمستقبل العربي دماميكه الحق ورؤاه النصر وأراضيه التي اغتصبت من المُحتلين عائدة إلى ترابها العربي.

إن ديدن أي فكر وأية أمة هو النهوض والانبعاث، فالفكر هو روح الأمة التي ترتوي منه لتحقيق أهدافها ومجدها، وأثبت فكر الأمة صحة أهدافه ونقاء مبادئه وأصالة إنسانه الذي يمتد تاريخه عبر آلاف السنين من العطاء والبذل والتضحيات. استطاع أن يُقاوم بمنعته وعزة حاملي رسالة الأمة أن يبقى شامخًا ومنيعًا ضد كل التحديات والعواصف التي هبت على هذه الأمة من شرقها وغربها، ونحن في عام 2019م مازال التآمر ينهش أمتنا، يرتوي من ثرواتها ويُجند طائفييها وسُراقها لاجتثاث ما تبقى لهذه الأمة من وجود، يزرع الفتنة الدينية والمذهبية بتجزئة الأرض، ويُشوه معالم فكرها العربي ويُدنس تاريخها بالشعوبية والطائفية بعيدًا عن التسامح والتعايش مع الآخر، فالذين وقفوا ضد أمتهم اتكأوا على وسادة ديمقراطية الغرب، واعتقدوا بسحر جنة الشعوبيين المُحرقة، واصطفوا في ربيع دمر ما بقيَ لدينا من عروبة، وكبَّر على ما بقيَ لنا من دين.

حال أمتنا العربية يسير إلى الأسوأ، وقممنا العربية تجتمع من أجل ما لا يمكن إنقاذه من تراب وبشر هذه الأمة، معارك طاحنة ليس من أجل أرضنا وشعبنا، معارك تفرقنا وتقتل بعضنا، معارك تهزمنا وتنصر أعداءنا، معارك تحرق تاريخنا وأرضنا التي عقمت إنتاج الخبز وأودت بالأنعام فلا نستفيدُ منها حليبًا ولا لحمًا فأمست عِظامًا كحال أمتنا.

أصاب الدعاء (اللهم اجعل هذا البلد آمنا) لكن ضاع طريقنا في الدعاء، فخرج الكلام من دون الإيمان، فغادرنا الإيمان عندما نسينا أننا أصحاب حق وأننا أصحاب رسالة وآمنا بضعفنا وغلبة عدونا علينا. لِنَعد ولو قليلا إلى تاريخنا العربي لنعرف لماذا انتصرنا بالأمس ولماذا انهزمنا اليوم، فالتاريخ لا يعود ولا يتغير، ولكن الأمل المُشرق يتحقق لنا مع تجدد الذكرى، وإذا تمسكنا برسالتنا وآمنا بحقنا وحق أرضنا. هذه حالنا وحال أمتنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية