العدد 3827
الأحد 07 أبريل 2019
banner
دعم‭ ‬الرئيس
الأحد 07 أبريل 2019

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي ينحاز فيها خليفة بن سلمان لصغار التجار، فسموه دائم التشجيع والدعم للقطاع التجاري حتى ينهض من سباته العميق.

في الماضي، أتذكر كيف وقف حفظه الله وقفته الجسورة خلف غرفة تجارة وصناعة البحرين عندما كانت تعاني عجزًا ماليًا كبيرًا، وفي الماضي يتذكر كل شاهد على العصر كيف كان رئيس الوزراء متقدمًا الصفوف المؤمنة بأهمية القطاع الخاص، ولعل سموه من أول المناشدين بضرورة أن يقف هذا القطاع ثابتًا قويًا على قدميه حتى يستطيع المساهمة بفاعلية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وها نحن اليوم نشهد سموه وهو يأمر في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة برصد 21 مليون دينار بحريني لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني، وتلك التي تحاول الخروج من نفق التراجع الضيق.

أمورنا طيبة “هكذا يقولون، لكن الأكيد أن طيب الأمور لا تتأتى إلا إذا كان هناك تعاونًا مثمرًا بين الحكومة والقطاع الخاص، ليس في المجالات التجارية والصناعية فحسب - إنما في قطاعات التعليم وبناء المعرفة وتحديث التكنولوجيا المتطورة أيضًا.

إن بلادنا تحتاج دائما لمراجعة نماذج النهضة التي بلغتها بلدان أكثر حداثة منا، تمامًا مثلما نتمنى أن يكون التفاهم العميق بين “الجناحين” على أشده بحيث يحقق للاقتصاد الوطني أعلى درجات الرفعة وأثمن مراتب التقدم والرخاء.

إن دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يأتي من الأهمية بمكان بحيث يصب في الاتجاه الرأسي الذي تنمو من خلاله الاقتصاديات المتحركة حتى لو أصابها السكون النسبي برهة من الوقت.

العمالة الكثيفة لم تعد مدرجة على جداول أعمال الصناعة العملاقة، بقدر ما أصبحت مرتبطة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كثيرة العدد ومحدودة الحجم، لذلك كان لابد من النظر الممنهج إلى هذا القطاع الذي يسيطر في الدول المتقدمة على نحو 80 % من الحجم الإجمالي لعناصر الاقتصاد.

سمو رئيس الوزراء تحدث مرارًا وتكرارًا وفي مجالسه الخاصة والعتيدة عن التاجر الصغير قبل الكبير، عن المؤسسة المحدودة قبل الشركة العملاقة، وعن الصناعات الخفيفة قبل مثيلتها الثقيلة، لم يفرق سموه بين هذا أو ذاك، فالدولة تضع نصب أعينها مصلحة الجميع فوق أي اعتبار، والحكومة تأخذ دائمًا في الاعتبار معيار شمولي لقياس معدل أداء أدوات الإنتاج حتى تبلغ الدقة مداها عند الإعلان عن القيمة العادلة للناتج المحلي الإجمالي للدولة.

من هنا جاء الاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن قبلها كان الاهتمام بالأسواق القديمة وإعادة الحياة لها، ومن بعدها سيكون الاهتمام ممتدًا على استقامته ليبلغ آفاقًا أبعد، وأبعادًا أوسع، وآمالًا لا تُحد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية