العدد 3827
الأحد 07 أبريل 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
وخداع الشعوب سهل أيضاً
الأحد 07 أبريل 2019

اتضح أنه من السهولة بوقت من الأوقات خداع الشعوب العربية، وشد انتباهها لعناوين براقة تخطفها وتطير بها في الهواء، وهذا ما حدث بواقع العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وليت أنه كانت كل الدول العربية منذ البداية، رغم اختلاف توجهاتها وسياساتها مثل ما عليه اليوم كل من البحرين والسعودية والإمارات ومصر، من تفاهم وتنسيق ليس فيما يتعلق بمقاطعة قطر فحسب، بل بسياسات متفق عليها متعلقة بالأمن القومي للدول العربية وخصوصا المتصدية للمشاريع الغربية بدعوى الديمقراطية والتغير، وهي عناوين براقة تفتن بعض الشعوب المختطفة المخدوعة بالشعارات، لكنها بالعمق هي مشاريع تخريبية تروج لها الدوائر الديمقراطية والجمهورية بحجة التغيير، هذه الدول الأربع استطاعت اجتياز المشاريع التخريبية بها لكنها مازالت تواجه اختراقات وتحديات ومؤامرات من لوبيات عالمية تجند جيوشاً وخلايا بالداخل والخارج للإطاحة ليس بالأنظمة فحسب بل بالأمة كلها لتدميرها وإبقائها بفوضى عارمة كما هو حال سوريا وليبيا.

لو رجعنا للوراء سنوات وتحديداً عشية الحرب على العراق وراجعنا يومها وحتى الساعة مقولات وتحذيرات سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله فيما يتعلق بالأمن القومي العربي وما تتعرض له بلداننا من مؤامرات لوجدنا أن كل ما حذر منه منذ التسعينات من القرن الماضي عشية أزمة الكويت وقع بالفعل، فالعراق خرج من الصف العربي وبالكاد نعرف هويته، وسوريا هجرت وتوازعت القوى الغربية والشرقية خريطتها لتصبح روسية وإيرانية وأميركية وتركية وأطلسية بالإضافة للجماعات الجاهلية المتقاتلة فيما بينها فيما الشعب السوري إما أنه مشرد خارج وطنه أو تحت تهديد بيت الأسد وإرهاب المنظمات المتقاتلة.

إن ما تقوم به الدول الأربع البحرين والسعودية والإمارات ومصر، من تنسيق وتعاون وتفاهم بالمواقف والسياسات جنبها الانفراد بها، وجعل من قوة الدول الأربع حائطاً نأمل أن يقوى ويشتد بوجه القوى الشريرة بالمنطقة، الداخلية والخارجية، فللأسف ورغم هذا التنسيق بين هذه الدول إلا أنه مازال بيننا من يروج لحزب الله وتنظيم الإخوان الدولي في عقر دارنا وبين صفوفنا بوجوه مختبئة تحت غطاء الثقافة والإعلام والخبرات والتسويق والسياحة، وسبق أن حذرنا منها، لكن يبدو أن بعض أجهزتنا الرسمية في وادٍ آخر وغير مدركة خطورة هذه الخلايا التي هي بالأساس أدوات زرعتها القوى الغربية تحت يافطة الثقافة وحقوق الإنسان والديمقراطية والشفافية وهي كلها شعارات مدمرة.

 

تنويرة: 

لا تثقب شراعك وتتهم الريح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية