العدد 3820
الأحد 31 مارس 2019
banner
لماذا‭ ‬يا‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين؟
الأحد 31 مارس 2019

بدأنا نلاحظ عدم تحمس تلفزيون البحرين لرعاية الفنون والثقافة، والغياب عن مسرح العطاء والابتعاد عن تسليط الضوء على المبدع البحريني الذي كتب عليه أن يمحى من الذاكرة – ذاكرة التلفزيون - وكأنه من الأمراض الاجتماعية أو صبي مصاب بالجدري، فلا الفنانون الأحياء مستفيدون من التلفزيون ولا الأموات، رغم تيارات الانتقادات والاحتجاجات ومطالب المبدعين بضرورة التفات التلفزيون إلى أنشطتهم وأعمالهم وخدمتهم على أكمل وجه ممكن.

سؤال إلى الإخوة في تلفزيون البحرين ودمعة كبيرة تجول في الأجفان، لماذا لم يتواجد تلفزيون البحرين في حفل تأبين الفنان الراحل الكبير إبراهيم بحر مساء يوم الأربعاء الماضي بصالة البحرين الثقافية؟ ألا يستحق هذا الفنان الذي حرق عمره من أجل رفعة وطنه في ميدان الفنون أن “يتكرم” تلفزيون البحرين بتغطية فعاليات حفل تأبينه الذي لم يتجاوز 40 دقيقة وإثبات أن التلفزيون هو المأوى والملجأ وأماكن السكينة للفنان؟ ما الذي منع التلفزيون من إرسال مصور ومذيع وهم كثر ومنتشرون في كل مكان إلا الصالة الثقافية، وإعداد تقرير عن حفل التأبين؟ لقد أرسل تلفزيون البحرين طاقم عمل إلى حفل تأبين الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي أقامه نادي مدينة عيسى، مع خالص اعتزازنا واحترامنا إلى الفنان الكبير – بوعدنان - لكن ألم يكن من الأجدر أن يكون الفنان ابن البلد أولى من غيره؟!

إن مسؤولية تلفزيون البحرين لا تقف عند تغطية فعاليات معينة، بل يفترض أن يكون للفنان البحريني وجود على الخريطة واعتراف بقضاياه وأنشطته المختلفة، فالترويج للفعاليات الخارجية والفنانين الأجانب ليس مقياس تقدم تلفزيون البحرين، إنما المقياس رعاية الفنان البحريني وتغطية إنجازاته ووضعها في متناول المشاهد العربي لأنه الأول في دائرة الإنتاج الحضاري، فهو متسع كدائرة العالم وامتداد الزمن.

 

للأسف لم يلتزم تلفزيون البحرين بخدمة الفنان والمبدع البحريني ومرت ليلة تأبين عملاق الفن إبراهيم بحر مرور الكرام، حتى روحه التي رفرفت على رؤوسنا في تلك الليلة كتبت لنا بالنور همسات غضبها من هذا التجاهل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .