العدد 3819
السبت 30 مارس 2019
banner
عذراً...
السبت 30 مارس 2019

“فلم أجد الأخلاق إلا تخلقا.. ولم أجد الأفضال إلا تفضلا، صلاح أمرك للأخلاق مرجعه... فقوم النفس بالأخلاق تستقم”. هل يحق للنائب أن يتطاول على وزير بكلمات تقلل من شأنه؟ أليست مخاطبة الوزير بتعال وصراخ مس بمكانة الحكومة وهيبتها، فعندما يصف نائب رد الوزير بالأسلوب الركيك و”كأنه كاتب مسج إلى صديق”، كما يخاطبه بأسلوب استفزازي ويقول له “إذا لديك جرأة تقدم للشعب بالاعتذار”، وذلك عن تسجيل تم تداوله في زيارة ميدانية دار فيها حديث ودي، وكان المفروض على صاحب التسجيل ألا ينشره؟ وكذلك النائب التي بدأت تنفيذ وعيدها بأن تعود للوزير بعد تأدية القسم بعدما يئست منه من تحقيق طلباتها، فهاهي الأخرى تقول للوزير “أستغرب استخفاف الوزير بعدم الرد كتابياً على سؤالي، وبذمتك...”، ناهيك عن أسلوب المخاطبة الذي والله لو قام معلم بمخاطبة تلميذ بهذا الأسلوب لشكلت لجنة تحقيق مع هذا المعلم، حيث أصبحت مهمة بعض النواب في المجلس “بهدلة الوزراء”.

شعب البحرين يا نواب تربى على فضائل الأخلاق، ولا يرضى على وزراء حكومته، فهم رجالات دولة ولديهم حصانة، كما لديهم مسؤوليات جمة يتحملونها، مسؤولية خدمة الشعب وتنفيذ المشاريع، ولا تليق بمكانتهم تلك الكلمات غير اللائقة التي تؤثر على إنجازات الدولة، عندما يصبح الوزير غير قادر على تحمل الضغط النفسي الذي يواجهه مع نواب لا يحسنون انتقاء الكلمات. إن الأسلوب الذي يتعاطى به النواب مع الوزراء، أسلوب لا يتبعه حتى المحققون في الجرائم، فكيف بوزير يتم سؤاله عن مشاريع إسكانية من قبل نائب لا تتعدى صلاحيته الاستفسار، والحرية متروكة للوزير، إذ إن الوزير عليه حكومة يجب أن يرجع لها قبل الإدلاء بأية معلومات قد تشكل ضررا على الأمن القومي، إذ إن لكل دولة أسرارا لا يمكن إذاعتها، وحتى الأخبار المحلية والدولية وعلى القنوات الفضائية لا تذاع إلا الأخبار من مصادرها وبعد الموافقة على نشرها، والدول الكبرى كمثال شديدة الحرص في الحديث عن أسرارها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.

حكومتنا ومن يمثلها لها الحشيمة والكرامة، ولابد أن نقدم الاعتذار إلى وزير الإسكان، وكذلك وزير المالية، إذ إنهما تعرضا إلى أسلوب غير مهذب في توجيه الأسئلة.

 

شعب البحرين يا نواب تربى على فضائل الأخلاق، ولا يرضى على وزراء حكومته، فهم رجالات الدولة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .