العدد 3818
الجمعة 29 مارس 2019
banner
العمل العربي المُشترك
الجمعة 29 مارس 2019

جامعة الدول العربية تنظيم إقليمي عربي رسمي تأسس للم الجهود العربية وتنسيق مواقفها وبذل التعاون فيما بينها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، مع احترام سيادة الأقطار العربية وعدم الاعتداء عليها والدفاع ضد أي عدوانٍ، وأصبحت الجامعة بعد هذه السنوات مُجرد جهاز للتنسيق والتشاور من خلال مُنظماتها ولجانها المتخصصة دون تحقيق الهدف القومي الأساسي وهو الوحدة العربية، ما عمق القُطرية وكرس التجزئة التي هي ثمرة من ثمرات العمل العشوائي العربي وتدخل القوى الخارجية التي غرست بذور الخلاف بين الأقطار العربية التي مازالت تداعياتها قائمة في وطننا العربي.

تتميز الأمة العربية بسمات وصفات تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية ولَغَوية تجعل منها جغرافية واحدة وقوةً مُهابة، جغرافية قادرة على تحقيق النهوض الاقتصادي، وقوة لتصبح حصنًا وسدًا منيعًا، لتحقيق الاستقلال والأمن والسيادة والتنمية الشاملة المُستدامة بما يُحقق التكامل العربي المشترك. إلا أن واقعنا العربي جعل من أقطارنا العربية كيانات مُنفردة لا تملك إمكانيات النهوض السياسي ومتعثرة اقتصاديًا.

وبعد (74) عامًا من تأسيس جامعة الدول العربية مازالت الأقطار العربية في أتون الصراعات الداخلية والبينية والإقليمية، ولم يتحقق حُلم الوحدة العربية ولم يبزغ ضوء التكامل العربي المُشترك، ولم تستطع بعد هذه السنوات أن تحقق أمنًا عربيًا لوطننا العربي، وحققت تعاونًا ضئيلًا في بعض المجالات، وتعثرت في أكثرها.

إن جميع الاتفاقيات وجهود إدارة الجامعة الكبيرة ولجانها المُتخصصة لم تستطع أن تحقق التكامل الاقتصادي العربي المنشود بالرغم من ما يملكه الوطن العربي من موارد وثروات، ولم تستطع أن تعالج أيًا من المشاكل العربية، إن مقياس نجاح أي عمل يعتمد على القدرة على تحقيق أهدافه التي قام على أساسها، ومازال الواقع العربي بعيدًا عن تحقيق أهدافه العربية والتي تتطلب إرادة عربية حازمة ومستقلة، وقدرة عربية قوية فاعلة، قائمة على التضامن والتعاون الجاد بين الأقطار العربية وصولا لتحقيق التكامل العربي المشترك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .