العدد 3818
الجمعة 29 مارس 2019
banner
“اسمعونا... ولو لمرة”
الجمعة 29 مارس 2019

لا أعرف كيف أبدأ أو من أين أبدأ، فلطالما تساءلت بيني وبين نفسي، ككاتب عمود، عمّا إذا كنت على حق فيما أطرحه من مواضيع وقضايا؟ وإن كان الجواب نعم، فلماذا لا أجد آذانا صاغية سواء لي أو لغيري من كتاب الأعمدة. أقولها بكل صراحة، إن ما نطرحه في مقالاتنا في الصحافة يحتوي على الكثير من الأفكار والاقتراحات الإيجابية التي تصب في مصلحة هذه الأرض الطيبة، ولن يكون هناك من هو أحرص على مصلحة وخير هذا الوطن من المواطن نفسه الذي يبذل الغالي والنفيس ليرى وطنه الأفضل في كل شيء.

اعتدت على وصف كتّاب الأعمدة بالمستشارين، فنحن نقدم لأصحاب الشأن أفكاراً واقتراحات دون مقابل، ومع ذلك لا نجد أيّ اهتمام يُذكر حيال ما نكتب، ولا حتى تواصلا أو اتصالا لمعرفة التفاصيل. صدقوني إذا ما تم تطبيق أي من تلك الاقتراحات التي نُشير إليها، فالشكر والثناء سيذهب إلى تلك الجهة الرسمية التي استجابت ولن يتذكر أحد أن الكاتب الفلاني هو من قدّم الاقتراح، اللهم لا اعتراض، فالمسؤول الذكي هو من يتابع أو يطلب من فريق عمله متابعة ما يتم تداوله في الصحافة ووسائل الإعلام عن إدارته أو وزارته.

وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه المسؤولين مراراً وتكراراً بضرورة التواصل مع الصحافة، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لحل مشاكل المواطنين، فهناك بعض المسؤولين لا يرقى أداؤهم أبداً إلى مستوى الطموحات، فنحن لا نشجع للأسف في مجتمعاتنا الشرقية ولا نُبارك العمل الجيّد والأفكار الخلاقّة، بل على العكس من ذلك تماماً، نحن نتفنن في إحباط كل ما هو جيّد وخلاق، نقتل تلك الأفكار النيرّة، نعم نحن في مجتمعاتنا الشرقية نرى أن الشخص الذي ينتقد هو شخص سيئ بدل أن نعتبره شخصاً أميناً صادقاً ومحباً لوطنه.

من الضروري جداً أن نعمل معاً من أجل خلق ثقافة تقبل الرأي الآخر، وأن نزرع الثقة لدى الكتّاب، بل أن نقوم بمكافأتهم على تفانيهم وإخلاصهم لوطنهم الغالي، فالمواطنة الصالحة تتم من خلال احترام وجهات النظر الأخرى بكل إيجابية وحب وتقدير... يتلقى كاتب هذا العمود الكثير من المكالمات الهاتفية والرسائل من القراء التي تعكس حالة الإحباط التي يعانون منها، وأنا لا ألومهم لسبب بسيط هو أن المسؤولين لا يلتفتون ولا يريدون أصلاً تغيير أي شيء، فكما يقول مثلنا الشعبي (تأذن في خرابة). لكنني وعلى الرغم من تعاطفي الكبير معهم، فإن ذلك لا يثنيني أبداً عن المضي قدماً في طرح كل ما هو مفيد ويساعد على تحسين الخدمات والبرامج المقدمّة للمواطنين والوافدين على حد سواء. وفي المقابل، رسائل الشكر والثناء التي أتلقاها من الأصدقاء الأوفياء لها وقع كبير على نفسي، وتمنحني الدافع القوّي لمواصلة الكتابة، إنهم من يشجعني ويحفزني على مواصلة الكتابة لجعل بلادي أجمل وأفضل وهذا بالطبع ما تسعى له حكومتنا الرشيدة وقيادتنا الموقرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية