+A
A-

هكذا احتفل ترمب بانتصاره في معركة "التواطؤ الروسي"

بعد نشر الأخبار بأن المحقق الخاص روبرت مولر قد أنهى تحقيقه الذي دام 22 شهراً في التدخل الروسي المزعوم في حملة عام 2016 الانتخابية، بدأ الرئيس دونالد ترمب بإطلاق زفير الارتياح.

وأمضى الرئيس الذي وصفته المصادر بأنه في "حالة مزاجية سعيدة" أمسية احتفالية لتناول الطعام في الفناء بمنتجع "مار لاغو" بجنوب فلوريدا، مع السيدة الأولى ميلانيا ترمب، وابنهما بارون، برفقة والدي السيدة الأولى، بحسب تقرير لشبكة "إي بي سي نيوز ABC News" الإخبارية.

ويمتلك ترمب هذا المنتجع الفاخر منذ عام 1985، وقد تعود على قضاء الأوقات الخاصة به والعطلات في نهاية الأسبوع وأعياد الميلاد هناك.

وكانت المناسبة أكثر بهجة عندما انضم فريق من العاملين في النادي للغناء مع المجموعة أغنية "عيد ميلاد سعيد" لبارون الصغير الذي كان يحتفل بعيد ميلاده الثالث عشر.

وبحسب التقرير، فقد أخبر ترمب أولئك الذين تجمعوا حوله في المنتجع ببالم بيتش بأنه "سعيد لأن الأمر قد انتهى".

ليلة الانفراجة

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، وبينما كانت واشنطن تنتظر المحقق الخاص لتسليم تقريره النهائي، فقد وصفت مصادر مقربة من ترمب وضعه بأنه يكاد ينفد صبره، وهو يطرح الأسئلة باستمرار حول الشكل الذي سيبدو عليه التقرير، ومقدار التفاصيل التي سيوفرها، وما إذا كان سيعمق التقرير التحديات القانونية والسياسية التي تواجهه هو وعائلته.

وحسب ما ذكرت المصادر لـ"ABC News" فإنه عندما وصلت المكالمة ليلة الجمعة بأن مولر قد سلّم تقريره إلى المدعي العام ويليام بار، ولن يتم تقديم لوائح اتهام إضافية، فقد تم إيقاف الأسئلة من جانب ترمب.

ولم يتم إطلاع البيت الأبيض على محتويات تقرير المحقق الخاص، مع ذلك فقد أخبر الرئيس مقربين بأن "سحابة فوق رأسه" قد رُفعت.

وفي تلك الليلة كان ترمب قد تناول طعام العشاء وقد خاطب مؤيديه لفترة وجيزة في حفل تابع للجمهوريين لجمع التبرعات، لكنه لم يشر البتة إلى تقرير مولر، وفق ما ذكر الحاضرون.

من ثم عاد ترمب في وقت لاحق إلى الفناء في ناديه الريفي في فلوريدا، حيث جلس هو والسيدة الأولى مع ابنهما ترمب جونيور وصديقته، وكان برفقتهما مذيع قناة "فوكس نيوز" السابق كيمبرلي غيلفويل، أثناء تناولهما القهوة.

صمت السبت

وفي لحظة ما من مساء الجمعة، كان ترمب يمتدح لفترة وجيزة المدعي العام السيد بار لقيادته للأمر، وفقاً لما ذكره مقرب من الرئيس.

وقال أحد المسؤولين بإدارة الرئيس لشبكة "أيه بي سي نيوز": "نشعر بأننا مستعدون للغاية للنتائج، كما نشعر أننا سنكون على ما يرام. هناك شعور بما ستكون عليه الأمور وليس من مشكلة كبيرة، لا يوجد أي شعور هائل بالقلق، ولكن دعونا نرَ الحقائق".

بالنسبة للرئيس فهو لم يقدم أي رد فعل علني في تصريحات أو على "تويتر" حتى وقت مبكر من يوم السبت، وقد لاحظ العديد من المساعدين ضبطه للأمور بعكس العادة، خاصة فيما يتعلق بحسابه على "تويتر".

العادة أنه منذ ما يقرب من العامين الماضيين، كان الرئيس في حالة شبه يومية من التقريع للتحقيق الذي أجراه المحامي الخاص مولر، واصفاً إياه بأنه "خدعة" و"مطاردة ساحرات".

وفي ذلك الوقت كان ترمب في "مار لاغو" منهكاً لعقد اجتماعات مخطط لها سلفاً، مع قادة من مختلف دول الكاريبي، وانضم إليه في الرحلة مستشار البيت الأبيض بات سيبولوني، بالإضافة إلى محامٍ آخر في البيت الأبيض هو إيميت فلود، الذي يعمل بشكل رئيسي في القضايا المتعلقة بالرئاسة من حيث الصلة بتحقيق مولر.

وقالت المصادر إن المحامين رافقوا الرئيس كإجراء احترازي عندما بدا من الممكن أن يختتم مولر عمله مع تزايد التكهنات بأن مولر سيرسل تقريراً إلى وليام بار، وإزاء ذلك سرعان ما سارعت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض سارة ساندرز للانضمام إلى الرئيس في رحلته.

ماذا يفعل بار؟

وفي رسالة إلى الكونغرس قدمها وزير العدل وليام بار، قال إنه يمكن أن يشارك "النتائج الرئيسية" للتقرير مع المشرعين بمجرد نهاية هذا الأسبوع.

وقد وصل بار إلى مكتبه في وزارة العدل في منتصف صباح يوم السبت، وأخبرت المصادر "إيه بي سي نيوز" أنه من المتوقع أنه قد قضى الوقت طوال اليوم في قراءة تقرير مولر.

وقد عقد الديمقراطيون في كابيتول هيل، السبت، مؤتمراً هاتفياً برئاسة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، حيث ناقشوا الاستراتيجية بشأن التعامل مع نتائج مولر وتقرير بار وفقاً لما ذكر مساعد بارز في القيادة الديمقراطية.

هل هي "ترنيمة النصر"؟

ومع بدء حملة عام 2020 الانتخابية بالفعل، يستعد فريق إعادة انتخاب ترمب لعزف "ترنيمة النصر"، وقال مصدر منفصل مقرب من حملة ترمب لـABC News إن حلفاء ترمب قد يتأهبون للرد على ردود فعل الديمقراطيين على تحقيق المستشار الخاص.

وقد بدأ العديد منهم بالفعل اختباراً جديداً لمعرفة مدى المتوقع في الأيام المقبلة، قائلين إنهم "لم يروا الكثير من الوجوه المحزنة أو المغلفة بالأسى منذ ليلة الانتخابات 2016".

في غضون ذلك، أمضى الرئيس باقي يوم السبت في لعبة الغولف في ناديه ببالم بيتش.

ومع عودة ترمب إلى مقر إقامته، فقد استقبله عشرات المؤيدين الذين كانوا يلوحون بلافتات وفقاً لتقرير صادر عن المجمع الصحافي، تقول إحدى اللافتات: "ترمب أفضل من ريغان".