+A
A-

ضمن فعاليات "مهرجان مترو دبي للموسيقى"

يستضيف "مهرجان مترو دبي للموسيقى"، الذي ينظمه براند دبي، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات، ومع أولى دوراته مجموعة مميزة من المواهب الإماراتية والعربية استقطبت اهتمام الجمهور من خلال ما قدمته من عروض إبداعية دمجت فيها الأساليب الموسيقية الكلاسيكية والحديثة بشكل فريد.
المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 23 مارس الجاري في خمس محطات من مترو دبي هي: برج خليفة/ دبي مول، ومول الإمارات، والاتحاد، وبرجمان، ومركز دبي للسلع المتعددة، تشارك فيه مجموعة من المواهب المتميزة تضم الفنانة الإماراتية الشابة خديجة سليم، واللبنانية تاليا لحود، والمصري مدحت ممدوح، والسعودي طاهر البحراني، والأردنيان عمر حمدان وخلدون الباز، والسوري رامي كنجو، واللبناني حبيب خليل، إلى جانب فرقة "بسيطة" السورية.
وتعليقا على بدء فعاليات المهرجان، قالت شيماء السويدي، مدير المشاريع الإبداعية -براند دبي: "سعدنا كثيراً بإقبال الجمهور على متابعة المهرجان في أول أيامه، وجاء ذلك نتيجة الصدى الواسع الذي وجده الحدث عبر وسائل الإعلام المختلفة وكذلك انتشار أخباره على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ما كان له عظيم الأثر في تحفيز اهتمام الجمهور بالتعرف على ما سيقدمه هذا الحدث الذي يتابعونه للمرة الأولى. وقد حرصنا على متابعة ردود أفعال الجمهور وأغلبهم من مستخدمي مترو دبي، إلى جانب زوار جاءوا خصيصا إلى المحطات الخمس التي أعلنا عن استضافتها للمهرجان من أجل متابعة العروض، ولقد وجدنا استحساناً كبيرا لما قدمه الفنانون من عروض مميزة".
وعن المشاركة الإماراتية والعربية في المهرجان الأول من نوعه في المنطقة، قالت السويدي: "كشأن جميع المبادرات والمشاريع التي ينفذها "براند دبي"، حرصنا أن يكون التواجد الإماراتي والعربي ملموساً وقوياً في مهرجان مترو دبي للموسيقى، واجتهدنا في البحث عن مواهب واعدة متميزة لاسيما من الشباب، مع مراعاة التنوّع. ونحن سعداء بهذه المشاركة التي ستقدم للجمهور عزفاً رفيع المستوى سواء من خلال الآلات الموسيقية التقليدية أو غيرها من الأساليب المبتكرة للعزف. براند دبي حريص دائما أن تقدم المبادرات التي يطلقها ويقوم بتنفيذها مساحات رحبة للتفاعل بين المبدعين الإماراتيين والعرب والأجانب من مختلف انحاء العالم، لما لهذا التفاعل من قيمة في إثراء الأفكار وتبادل التجارب فيما بينهم ودائماً المحصلة تكون مزيد من الإبداع الذي يصب في تعزيز مستوى المردود المأمول للمبادرة أو الحدث".
 وأشارت السويدي ان اللجنة التنظيمية للمهرجان حرصت على اختيار باقة من المواهب العربية اللافتة التي تعبر من خلال ما تقدمه من أعمال مبدعة عن الأساليب الموسيقية المختلفة في شتى أرجاء العالم العربي ما يجعل من المهرجان فعالية للاحتفاء بالقوالب الموسيقية العالمية إذا ما أُخِذَ في الاعتبار المشاركة الواسعة للفنانين العالميين إلى جانب المواهب العربية.
ومن جانبها أكدت روضة المحرزي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات، ان بداية فعاليات "مهرجان مترو دبي للموسيقى" شهدت اقبالاً كبيراً من الجمهور في المحطات المختارة حيث جذبت الموسيقى المميزة وطرق العزف الفريدة رواد مترو دبي ونشرت بينهم أجواء ملؤها الفرح والسعادة.
وأضافت المحرزي أن عقد الفعاليات الإبداعية والفنية في مترو دبي يضيف إلى رصيده ودوره المهم كشريان أساسي ضمن منظومة التنقل العام في الإمارة، مؤكدة أن هيئة الطرق والمواصلات وانطلاقاً من دورها المجتمعي تولي عناية كبيرة بالمساهمة في نشر الفنون الإبداعية في دبي وهو ما تجسد في الشراكة الاستراتيجية مع الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي في أكثر من مناسبة حيث قام الطرفان خلال الفترة الماضية بالتعاون في تنفيذ المرحلة الثالثة من متحف دبي الفني والتي شهدت رسم مجموعة من الجداريات الضخمة على جسر مترو دبي على شارع الشيخ زايد في المنطقة الممتدة ما بين محطتي "أبراج الإمارات" و"مركز دبي المالي العالمي".

خديجة سليم.. الموهبة المبكرة
تشارك في الدورة الأولى من "مهرجان مترو دبي للموسيقى" الفنانة الإماراتية خديجة سليم التي تهوى عزف آلتي الغيتار والبيانو بشكل خاص بينما تمثل الموسيقى عموماً محل اهتمامها الأول في الحياة. بدأت الفنانة الإماراتية تعلم العزف في سن مبكرة وعندما أشترى لها عمها آلة "الكيبورد" لم تظهر اهتماماً بها في البداية إلا أن قناعاتها تغيرت تماماً عندما بدأت التدريب واستهلت العزف عليها لما وجدته من تشابه كبير بينها وبين البيانو، وراحت تتدرب عليها لمدة تتراوح بين خمس إلى ست ساعات، بينما يراود خديجة حلم دائم أن تصبح واحدة من أشهر عازفات البيانو في العالم.

تاليا لحود... نجاح على وسائل التواصل
 ظهرت موهبة عازفة غيتار لبنانية التي تبلغ من العمر 16 عامًا منذ الطفولة، حيث استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لعرض موهبتها أمام الجمهور واستطاعت تكوين قاعدة كبيرة من المتابعين. تغني تاليا باللغتين العربية والإنجليزية وتحاول دائماً إضفاء لمستها الشخصية على الموسيقى والأغاني التي تقدمها لتكوين شخصية فنية خاصة بها، وهي تشارك حالياً في العديد من الفعاليات والمهرجانات الموسيقية.
مدحت ممدوح .... رحلة مع "البيت بوكس"
كما يظهر في المهرجان الفنان المصري الذي اشتهر بمعزوفاته الرائعة على آلة "فلوت ريكوردر" وهي آلة موسيقية غير تقليدية شبيهة بالناي أو المزمار الشرقي ولكن بسلّم مختلف، وتعتبر هذه الآلة إلى حد كبير مزيج متناغم يجمع بين آلتي الناي و"الفلوت". استطاع ممدوح أن يطور أسلوب موسيقي خاص به مع خلال دمجه للموسيقى التي يعزفها مع قدرته على اصدار إيقاع صوتي يحاكي إيقاع الطبل أو "الدرمز" وهو الأسلوب المعروف باسم"بيت بوكس"، ما مكنه من تقديم مقطوعات موسيقية تتسم بالكلاسيكية والحداثة وتجمع بين الشجن الذي ارتبط في أغلب الأحيان بآلات النفخ، مع حالة السعادة التي تحدثها موسيقى "بيت بوكس" في نفوس مستمعيها.
يعد مدحت ممدوح من أبرز الأسماء في عالم الإبداع الموسيقى في جمهورية مصر العربية لاسيما بعد ظهوره في عدة برامج تليفزيونية شهيرة ومشاركته في كثير من الفعاليات والمهرجانات العالمية في ألمانيا والإمارات.

طاهر البحراني..... مبدع الميلوديكا
اشتهر الفنان السعودي وعازف "الميلوديكا" طاهر البحراني عقب مشاركته في الموسم الثالث من برنامج "آراب غوت تالنت" ووصوله للمرحلة قبل النهائية ما فتح أمامه الباب للمشاركة في العديد من الأمسيات الموسيقية في السعودية وخارجها.
بدأ البحراني مسيرته الفنية مع تعلم عزف البيانو بمجهود شخصي حيث استطاع من خلال موقع "يوتيوب" دراسة تقنيات العزف حتى وصل إلى مستوى متقدم، وهو يؤمن عن قناعة تامة بأن الاجتهاد في طلب الهدف هو السبب الأول في النجاح للوصول إليه.

"كي دن" ... إبداع "هانج درم"
استطاع الفنان الأردني خلدون الباز الشهير باسم "كى دن"، تعلّم عزف "الإيقاع" و"الدرمز" بمجهوده الذاتي ومن ثم بدأ في السعي لاستكشاف ايقاعات وألحان مبتكرة حتى تعرف في العام 2011 على آلة "هانج درم" وهي عبارة عن سطحين معدنيين مجوفين بشكل دقيق يتم تركيبهما مع بعضهما البعض بشكل متقابل، حيث يستخدم التجويف بين الطبقتين في إصدار نغمات مميزة بالطرق باليد عليه، وهذه الآلة تعد نتاج لدمج عدة آلات موسيقية مثل الطبول والصنوج والأجراس وهي توضع على الأرجل ويُعزف عليها بالأصابع وراحة اليدين، وقد تم اختراع النسخة الأولى منها في سويسرا.
ويعد "كى دن" من أمهر فناني هذا المجال، حيث أستطاع لأول مرة في العالم ابتكار أسلوب دمج فيه الايقاعات الكلاسيكية والحديثة، كما انه يؤلف موسيقاه الخاصة ويتعاون مع العديد من الموسيقيين العالميين من أكثر من 13 دولة. يقوم "كي دن" بالعديد من العروض المنفردة. خلال مسيرته الفنية، شارك "كي دن" في العديد من الفعاليات الدولية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
عمر حمدان.... عشق "البُزق"
يعشق الموسيقي الأردني عمر حمدان آلة "البُزُق" وهي وترية خشبية تشبه العود ذات عنق طويل وجسم يشبه جسم العود ولكنه أصغر، ويُعتبر من الآلات الشعبية في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، وشاع استخدامه في الموسيقى العربية أواسط القرن العشرين.
يحظى حمدان بخبرة وإجادة كبيرتين لباقة منوعة من الأساليب والأشكال الموسيقية التي كونّها عبر عمله المتكرر مع نخبة من الفرق الموسيقية، وقد بدأ ممارسة العزف على الغيتار منذ 16 عاماً وتلقى تدريباً على يد عدد كبير من المدربين العالميين، وهو يقوم في الوقت الحالي بتأليف الموسيقى للمطربين والأفلام القصيرة والإعلانات كما أن له العديد من المعزوفات المنفردة.
رامي كنجو ... مبدع القانون
يتقن الفنان السوري رامي كنجو العزف على آلة القانون حتى بات من أشهر وأمهر العازفين في المنطقة. وتعتبر هذه الآلة الوترية من الأعمدة الأساسية للموسيقى الشرقية ومكون رئيسي في التخت الشرقي كونها تتمتع بقدرة فريدة على انتاج مساحات صوتية واسعة تبلغ ثلاثة دواوين ونصف، ما يعني أنها تغطي مقامات الموسيقى العربية مجتمعة، وهي تعد الآلة الأم التي تعادل في دورها وأهميتها البيانو في الموسيقى الغربية، حيث يتم الاعتماد عليها في عمليات ضبط ودوزنة باقي الآلات، ولهذا السبب أيضاً تقع آلة القانون مع عازفها في مركز الأوركسترا العربي.

حبيب خليل ... شغف الأكورديون
ظهر شغف حبيب خليل بآلة "الأكورديون" منذ الطفولة حيث أُعجب بتكوينها وحركتها المرنة، وتعلم خليل أساسيات العزف بمساعدة جار له كان يعمل أستاذاً للموسيقى. وبعد الانتهاء من التعرف على قواعد العزف، عِمل خليل على استكشاف أبعاد أكثر عمقاً عن الموسيقى الشعبية وأنواع أخرى مثل التانغو والفالس والبولكا.
يسعى خليل من خلال موسيقاه وألحانه إلى نشر السعادة وهو يقوم حالياً بتحقيق حلم من أحلام الطفولة حيث يجوب العالم ليعزف الموسيقي التي تظل بالنسبة له العشق الأول.

"بسيطة".... مزيج الكلاسيكية والحداثة
كما تشارك في فعاليات المهرجان فرقة "بسيطة" السورية التي تتكون من كرم صلاحية، وأمجد إدريس، وهاروت جيريشيان، حيث يسعون إلى تقديم الموسيقى والأغاني العربية بأسلوبها الخاص الفريد من نوعه حيث تتنوع موسيقاهم ما بين فلكلور الماضي الأصيل والحان الحاضر.
تتعمد الفرقة على دمج النغمات الشعبية مع الإيقاعات المركبة وعزفها على مزيج من الآلات الموسيقية الوترية متأثرين في ذلك بجميع انواع الموسيقى الكلاسيكية عموما، وموسيقى بلاد الشام على وجه الخصوص. وينعكس هذا الأسلوب الموسيقي على أداء فرقة بسيطة الذي بدوره يمتع آذان المتابعين مهما اختلفت أذواقهم وثقافاتهم.
وتُقام العروض في محطات مترو دبي المختارة يومياً خلال فترتين؛ تبدأ الأولى من السادسة وحتى الحادية عشرة صباحاً، وتستمر الفترة الثانية من الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً.