العدد 3800
الإثنين 11 مارس 2019
banner
فشل الاتفاق النووي
الإثنين 11 مارس 2019

في لهجة مغايرة تماما لحالة النشوة والفرحة التي سادت الأوساط الرسمية والشعبية الإيرانية في يوليو 2015م بعد أن تم التوصل لاتفاق نووي بين طهران ودول (5+1)، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، خلال لقائه أعضاء الحكومة مؤخرا إن هذا الاتفاق النووي فشل في مساعدة إيران على حل مشاكلها الاقتصادية، داعيًا إلى عدم ربط اقتصاد بلاده بالحزمة الأوروبية، متهما أوروبا بأنها تتعامل بخبث مع إيران ولا تريد لها الخير، مؤكدًا أن تحسين الوضع الاقتصادي لن يكون بشيء خارج عن نطاق سيطرة إيران.
مثل هذه التصريحات تحمل أكثر من رسالة لأكثر من جهة، فقد تكون موجهة لأميركا لتهدئة الرئيس ترامب والحيلولة دون اتخاذ المزيد من الإجراءات والعقوبات ضد بلاده، بالحديث عن تأثر إيران وسوء الوضع الاقتصادي الراهن كي يتوقف ترامب عند هذا الحد من التصعيد.
كما أنها قد تكون لأوروبا لحثهم على المزيد من التسهيلات والدعم المقدم منهم لإيران ورفضهم الانصياع والانسجام مع السياسة الأميركية تجاه إيران، ومحاولة البحث عن المزيد من الحلول التي تضمن بقاء الاتفاق النووي دون تغييرات جوهرية ومؤثرة.
تصريحات خامنئي تحمل أيضا رسالة مباشرة للحكومة الإيرانية لبذل المزيد من الجهود لتحسين الوضع المتردي في البلاد وعدم الاعتماد على بقاء الاتفاق النووي قائما أو على الموقف الأوروبي الذي مازال مساندا لإيران، قائلا لهم: “ربطنا في يوم من الأيام حل مشاكل البلد الاقتصادية بالاتفاق النووي، لكن الاتفاق النووي عجز عن حل مشاكل بلدنا الاقتصادية، أو تقديم المساعدة، وكانت النتيجة أن النّاس باتوا مُعلقين، ومعلِّقين أمورهم كلّها على الاتّفاق النووي”.
أما الشعب الإيراني فقد يتقبل مثل هذه التصريحات على أساس أنها تشير إلى أن هناك إحساسا على أعلى المستويات بمعاناته وسوء أحواله. وإذا كان خامنئي قد أقر بفشل الاتفاق النووي في مساعدة إيران على حلّ مشاكلها الاقتصاديّة، فإنه لم ولن يعترف بأن السبب هو إعلاء إيران دعم الإرهاب أينما كان في المنطقة على مصلحة الشعب الإيراني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية